“ثُمَّ أُرِيدُ أَنْ تَعْلَمُوا أَيُّهَا الإِخْوَةُ أَنَّ أُمُورِي قَدْ آلَتْ أَكْثَرَ إِلَى تَقَدُّمِ الإِنْجِيلِ،” (فيلبي ا:12 )
إذا أردت أن تكون إنسانًا سعيدًا عليك أن تنظر إلى كل مشكلة من المنظور إلهى. الأشخاص السعداء لديهم منظور أكبر, يسعون دائمًا للبحث عن الصورة الكاملة. عندما لا ترى الأشياء من خلال نظرة الله لها ينتابك الشعور بالإحباط والذعر والحزن.

بغض النظر عن ما يحدث فى حياتك سواء كان خيرًا أو شرًا أو شيئًا قبيح و غير مرغوب فية فإن الله له خطة يعمل بها فى حياتك. كان الرسول بولس يعلم ذلك جيدًا حيث قال فى رسالته إلى أهل فيلبى

“ثُمَّ أُرِيدُ أَنْ تَعْلَمُوا أَيُّهَا الإِخْوَةُ أَنَّ أُمُورِي قَدْ آلَتْ أَكْثَرَ إِلَى تَقَدُّمِ الإِنْجِيلِ،” (فيلبي ا:12 )

منذ أن أصبح بولس شخصًا مسيحيًا فى طريقة إلى دمشق كان لديه ( حلمًا عظيمًا) أن يكرز بالإنجيل لشعب روما و التى كانت محور المسكونه فى ذلك الوقت. كان يريد أن يبشر برسالة الإنجيل في أهم مدينة فى العالم ولكن الله كانت إرادته مختلفه, فبدلًا من إرسال بولس إلى الكرازة فى عاصمة روما، بعثه الله إليها كسجين لقيصر روما “نيرون”.

كان نيرون رجلًا ظالمًا و فاسدًا فى ذلك الوقت.. كسجين ملكى ظل بولس مقيدًا بواسطة حارس ملكى على مدار 24 ساعه و كان يتغير الحارس كل 4 ساعات. خلال عامين من سجن بولس اُتيحت الفرصة له ليشهد عن المسيح إلى ألاف الحراس.

فمن هو السجين الحقيقى هنا؟ من كانوا المأسورين الحقيقين فى هذه الصورة؟

لم تكن هذه خطة بولس ولكنها كانت خطة الله طوال الوقت و قد أنتج عنها تأثيرات عظيمه و مزهله. هناك نوعان من التأثيرات نعرفهم جيدًا. الأولى نجدها فى رسالة فيلبي الإصحاح الرابع أنه أثناء سجن بولس لمدة عامين أصبح العديد من أهل نيرون مؤمنون بسبب شهادة بولس فى البلاط الملكي.

أما عن التأثير الثانى فنجده في شخصية بولس أنه من الصعب أن تجعل شخص مثل بولس يتوقف عن الكرازة. لقد أُجبر بولس على البقاء فى السجن و لكنه لم يتوقف فقد كتب معظم رسائل العهد الجديد. أتسآل كثيرًا أيهما كان الأكثر تأثيرًا! هل كرازته فى كلوسي أم رسائله إلى كورنثوس وغلاطية وأفسس وفيلبي وكولوسي.

تلك الرسائل كشفت و كرزت عن رساله المسيح لملايين من الناس على مر العصور. كان يعلم بولس جيدًا أن الله لديه خطة أعظم له. وكان سعيدًا لأنه يثق أ الله يعمل من خلال محنته.

فى أى وقت تقع في مشكلة بدأت فى إحباطك, يجب أن تتعلم و تعمل مثلما كان يفعل بولس. تعلم أن ترى المشكلة من خلال منظور الله. أسأل ماذا يفعل الله هنا؟ ما هى الصورة الأكبر؟ ما هو الهدف الأكبر؟ حينئذ ستكون قادر على مواجهه المشكلة بإيمان.

مصدر المقالة بقلم/ ريك وارين

ترجمة/ مارينا كريم
إذا اعجبك المقال اشترك فى كورس كيف انمو فى حياتى مع المسيح