لا تمنعها قبل ان أستوعب مفهوم الخلاص أو قبل ان أُدركه حتى! كان للصليب تأثيرًا مستتراً يستوقفني دائمًا لم أجد يومًا تفسيرًا منطقيًا يدعو للخلاف بين جماعة المصدقين بصلب المسيح وجماعة شُبِّه لهم! فإذا كان الطرفان يؤمنون ان المسيح لازال حياً أليس هذا هو أهم مافي الامر؟!.
مسألة عدم الموت بحد ذاتها معجزة مهولة، أم أن من هم يؤمنون بحادثة الصلب يريدون extra معجزة!؟ الا تكفيهم واحدة! وبالتركيز على احداثيات الافكار التي كنت انطلق منها للتساؤل ، كانت كلها من المدرسة و من درس الدين تحديداً! فإنه لامجال للميل لوجهة النظر الاخرى . ببساطة لانه لايوجد اي مصدر يغذي او يدعم فكرة الصلب.
بكلمات بسيطة غير واضحة وصلتني معلومات عن اسباب هذه الحادثة من المصدر الوحيد المتاح..”المدرسة ” وقيل ان هذا ديدن اليهود فهم يكذبون الانبياء ويضطهدونهم لانهم لايريدون الاهتداء لله فانكروا المسيح و حاولوا قتله الا ان الله أنقذه! فقلت : إذن كان هناك صليب حتى لو انه لم يصلب عليه فانه قد كان هناك صليب وإن هذا الصليب عجيب لان الله صنع عليه معجزة بانه منع ان يُصلب عليه المسيح!

فلماذا لانؤمن به بهذه الطريقة ؟؟

اكيدٌ انكم تعرفون الى اين آلت الأمور بعد ذلك.. “انه صنم وهذا شرك و الى اخره من هذه الجمل الهجومية في الدفاع عن قدسية و وحدانية الله التي لم امسسها بطرحي!” لا اذكر بالضبط كم كان عمري وقتها لكني متأكدة من اني لم اكن قد تجاوزت الخمسة عشر سنة انذاك! قررت ان اعتبر الصليب كما طرحت “معجزة” حتى لو بيني وبين نفسي ، ولم تكتفي روحي في البحث عن ماهية واقعة الصلب.
وفي إحدى النقاشات التافهة المستميتة ذكرت انه من الظلم لا بل من الكفر ان يتم التنكر لحادثة صلب المسيح ، وطبعا لم أكن أتحدث عن مغزى الحادثة للخلاص فإلى هذه المرحلة لم يخبرني احد عن هذا الموضوع لامن قريب ولا من بعيد ! فواجهت نِدّي بأن هل يقبل ان أُكذب “واقعة الطَّف” وأُصر انها لم تحدث وان يزيد بن معاوية لم يأمر بقطع رأس الحُسين و أقول كانت معركة واستشهد فيها الحسين وانتهى الأمر!؟
اخذ هذا التكنيك يُسكت كل من يواجهني لفترة لابأس بها حتى طفى على السطح موضوع الخلاص بطرحٍ تهكمي مفاده ان من يؤمن ان المسيح قد صُلب فأنه يؤمن بأن المسيح قد رفع عنه الخطايا بصلبهِ اي تعاقب عنهم وهذه النظرية فقط لتُبيح لهم ارتكاب المعاصي المدفوعة الثمن بصليب المسيح. ولم تكف روحي عن الحوم والدوران حول الصليب وفكرة الخلاص بنسختها المبتورة التي وصلتني و صرت افكر اذا كانوا فعلًا قد أمِنوا عقاب خطاياهم أليس من الاولى ان نراهم يسيئون الادب دائما ؟! وهذا بالتأكيد كان نقيض اخلاق هذه المجموعة وبشهادة ألَدَّ اعدائهم.
كل هذه الاحداث كنت لا أزال في بلدي ولم أكن أعرف ألف ، باء هذه العقيدة وصلت الى فكرة أنه : إن كان كل العذاب عاناه المسيح ليحمل خطايا العالم ، فأنا لا أريد ان اكون أحد أسباب جراحاته هذه و عليه فبالعكس بدل ان تبيح لي هذه الواقعة ارتكاب المعاصي والخطايا فهي بالنسبة لي وللجماعة المؤمنين بها عبئ و هم ويجعل من كل شخص ان يكون اكثر حرصاً على كل صغيرة وكبيرة تبدُر منه خوفاً من ان يُحتسب سببًا تعذب المسيح لأجلهِ.
 وكانت هذه برعمة ايماني بخلاصي بالمسيح ابن الله الحي بعدها بدأت أغرسها بأرضٍ خصبة لأتمكن من استيعاب مفهوم الخلاص بالمسيح بنسختهِ الكاملة. أن تقبل خلاص السيد المسيح لايحتاج الامر لان تكون عالماً كهنوتياً على دراية واسعة بعلم اللاهوت لان المسيح جاء لخلاص العالم كله وليس للنخبة فقط إن صحَ الوصف تلك الروح بداخلي يا أحبَتي ضلّت تواقة لخلاص سيدها ، لم أظلمها بتقميطها وتسليمها لمن يجتهد ليحول دون ان تُخلّص.
لأن الرب الاله سحقه بفعله الخلاصي على الصليب وأعطاني روحاً أقوى من كل شرور العالم. المجد كل المجد لأسمه القدوس . أمين
بقلم/ الصديقة ريم
إذا افادك المقال اشترك فى كورس كيف انمو فى حياتى مع المسيح