فتاة مسبية، لم يخبرنا الكتاب عن اسمها ولكننا نعلم انه أتت مع السبي البابلي الى بيت نعمان السرياني قائد الجيش، من الطبيعي ان تحمل الفتاة الكثير من الغضب والسخط لكونها فتاة مسبية نُزعت من بيت أهلها بدون ذنب لها واتت لتعيش حياة العبودية في بيت نعمان، وكان من المتوقع عندما تستشعر الفتاة مشكلة ما في حياة نعمان ان تتوارى ولا تتدخل وان تؤثر السلامة، حيث انه ليس لها أي دور في الامر، وحيث ان مرض قائد عسكري او سياسي هو امر شديد الحساسية وليس موضوع يستحب الحديث فيه بين العبيد.

لكن ما حدث كان غريب، فقد علمت الفتاة السفيرة ان سيدها يعاني من البرص ويا له من موقف! حيث تُخفي البدلة العسكرية مرض جلدي معدي، اتخيل نفسي لو كنت مكانها لكان لم يتحرك لي ساكنًا، ولن اتجاسر لأدلي بدلوي او اتطوع بالتدخل في امر مريب مثل هذا، بل أنى سأسرد الحجج التي تثبت موثقي بعدم التدخل، بل وليس هناك مانع من روحنه الأمر بذكر الآيات التي تدعو الى التروي والحكمة، ولكن رغبة الكرازة الدفينة داخل المؤمن الحقيقي طفت على السطح ولم تستطع ان تكتم ما تعرفه عن اله شافي قادر ان يلمس جسد سيدها بالطهر.

فما كان منها الا انها فَعلت الكرازة بمفهومها البسيط فشهدت بما تعرفه لمولاتها، قائلة لها انه يوجد نبي في الرامة يستطع ان يشفي سيدي من برصه، لم يخطر على بالها ما مصيرها لو لم يشفي سيدها؟ او اذا طلب منه اليشع امر غير مستحب- وهو ما حدث بالفعل- لكن ايمانها كان اعلى من أي احتمال اخر، قدمت الرسالة وتركت نتائجها لله، وبالفعل شفى سيدها بعد نزوله في نهر الأردن سبع مرات وعاد جسده كطفل صغير.

بقلم/ إيهاب عزت

إذا اعجبك المقال اشترك فى كورس كيف انمو فى حياتى مع المسيح