لم تنجب سارة ووعد الله ابراهيم بالنسل الكثير الذي يشابه نجوم السماء ورمل البحر في الكثرة، ومن المؤكد ان نقل ابراهيم لزوجته الوعد السعيد، بل وربما يكون اصطحبها في ليلة صافية في تمشية هادئة ورفع رأسها للسماء لتنظر النجوم المتلألأة، واخبرها ان الله القدير وعده بأن نسله سيكون هكذا.
ومضت السنون والأيام وتأخر الوعد، وليس هناك اي بادرة لتحقيقه، ويخطر ببال سارة فكرة مريبة – ربما تكون عرفتها في فترة تغربها في مصر- وهي ان يتزوج ابراهيم من هاجر جاريتها ويرزق منها بنسل، وهنا لابد ان نتسأل:
ما الذي جرى لعقلك يا سارة؟ هل هو ملل الأنتظار؟ ام هي الرغبة في تحقيق الوعد بأي طريقة؟ هل اردتى ان تساعدي او تزكري الله بوعده؟ ام اردتي ان تطعنى نفسك بذات السكين الذي جرحك، وكأنك تداوي وجعك بعدم الأنجاب بأن تجعلي ابراهيم ينجب من هاجر؟
لا نعلم بالتدقيق ماذا حدث لكن ما نعرفه ان عملتها جرت عليها وعلينا هم لا طائل منه، فهي غلطة مفردة ولكنها اثمرت ورائها الكثير والكثير من التبعات، فيخبرنا الكتاب انها صغرت في عين هاجر بعد انجابها لأسماعيل ولم يقف الأمر عند سارة بل امتدت اثارها حتى يومنا هذا.
اقف خائفًا مرتعبًا مما يمكن ان تقودنا اليه عقولنا حين تفقد صوابها، و نفسياتنا حين تهتز، فهما يدفعاننا الى فعل امور قد لا نتخيل ان نفكر فيها أصلا، وصلاتي ان يحفظنا الله من هياج وضغط الرغبة داخلنا والتى نبدو امامها مسلوبي الأردة فاقدين السيطرة .
بقلم/ إيهاب عزت
اضف تعليقًا
يجب logged in لكي تضيف ردا.