هل شككت يومًا فى قيامة المسيح من الموت؟ أو قد تطاير إلى ذهنك همس المدعون بأن هناك ريب في أنه قام من الموت وغلب سلطانه. وأنه سيأتى ثانية ليأخدنا ونكون معه كل حين.
اسمح لى أن أخبرك يا من قبلت نعمة المسيح المغيرة، أن هناك دليل للقيامة فى كل مكان من حولك. بل ولا تستعجب إذا قلت لك أن ثمّة دليل خاص للقيامة بداخلك، نعم بداخلك. فإن كانت قيامة الجسد من الموت هى معجزة، فإن القيامة الروحية وانتشال النفس من وحل خطيتها هي أيضًا معجزة مُماثلة.
وعلى منوال ما قاله المسيح للفريسين: أيهما أيسر أن يقال للمفلوج: قم واحمل سريرك وامشي. أم أن يقال له: مغفورة لك خطاياك؟ أيهما أكثر معضلة، أن يُشفى جسد ويقوم من الموت، أم أن يتحرر مأسور من قيد خطية ومن سطوة إبليس. فشاول الارهابي والسامرية الزانية وزكا النصاب والمحب للمال ومريم المجدلية التى كان بداخلها كتيبة من الشياطين يسكنون جسدها، جميعهم تلامسوا مع الخالق فتحرروا من قيد الخطية .
وتاريخنا ملىء بنماذج حية مثل: القديس أوغسطينوس والأنبا موسى الأسود وغيرهم من الذين لم يستطعوا الصمود أمام محبة الله حين أُعلِنَت لهم. حتى وإن كانوا قد توغلوا فى الشر ونهلوا من مائه لسنوات طويلة، الأمر الذي يجعل تركهم للخطية أمر صعب، فيقول الكتاب: إن الله الذى قال أن يشرق نور من ظلمة أشرق فى قلوبنا بمعرفة مجد الله فى وجه يسوع، نعم هى نفس الكلمة القديرة التى أمرت في بدء الخلق بأن يكون نور فكان، هى نفس الكلمة القديرة التى نادت على زكا بالنزول من الشجرة وحررته من حبه للمال.
وهى نفس الكلمة التى نادت لعازر الذى قضي أربعة ليالٍ فى قبره بأن يخرج. وهى التى أمرت القوة الشيطانية لاجيئون المستوطن جسد مريم المجدلية. وهى نفسها التى حررت نفوسنا يوم أن اخترقت قلوبنا وعقولنا وتجاوبنا معها. وهى التى لاتزال فى صبيحة كل يوم تكمل تقديسنا وتحررينا وتشكيلنا لنكون على صورة المسيح.
عزيزى إن شككت يوما فى قيامة المسيح، انظر داخلك وشاهد نموذج مصغر للقيامة، من خلال الطبيعة الروحية الجديدة التي تنبض داخلك، واشهد مثل الأعمى: “أعلم شيئاً واحدًا إنى كنت أعمى والآن أبصر” فقيامة الجسد من الموت ليست أصعب مطلقًأ من تحرير النفس من وطأة الخطية والذنب والخزى.
بقلم/ إيهاب عزت
إذا اعجبك المقال اشترك فى كورس كيف انمو فى حياتى مع المسيح