الفصل الاول :- عدم التشبه بهذه الدنيا.
ولا تشاكلوا هذا الدهر بل تغيروا عن شكلكم بتجديد أذهانكم لتختبروا ما هي إرادة الله الصالحة المرضية الكاملة. (رومية ١٢: ٢)
إن علينا ككنيسه مسؤولية مزدوجة فيما يخص العالم من حولنا. فمن جهة علينا ان نعيش فى العالم ونخدمه ونشهد له، ومن جهه اخرى علينا ان نتجنب التقاط العدوى من العالم، علينا الا نسعى للهروب من العالم للحفاظ على قداستنا ولا نضحى بقداستنا بان نكون على شاكله العالم .
هذا هو واحد من الموضوعات الاساسيه فى الكتاب المقدس وهو ان الله يدعو شعبا لنفسه ويشجعنا على ان نكون مختلفين عن الاخرين فهو يقول باستمرار لشعبه
” كونوا قديسين لانى انا قدوس ” (لا11 : 45 – 1بط1 15,16)
والان ما هى التيارات المعاصرة التى تهدد بابتلاعنا والتى ينبغى علينا مقاومتها ؟
اولا : تحدي التعددية:-
توكد التعددية على ان كل شخص له شرعيته المستقله وحق متساو فى الحصول على الاحترام وهى بذلك ترفض التعاليم المسيحية عن غير المحدودية والتفرد. وتدين محاولة هداية اى شخص لما تراة التعددية رأى شخصى للمسيحين فقط .
كيف اذن نتعامل مع روح التعددية؟ يجب ان يتم ذلك باتضاع عظيم وبدون اى تلميح عن التفوق الشخصى لكن يجب ان نستمر فى التوكيد على تفرد يسوع المسيح ولا نهائيته وبما انه لا يوجد شخص اخر سوى يسوع الناصرى فيه تجسد الله اولا فى ولادته ثم حمل خطايانا فى موته ثم انتصر على الموت فى قيامته فهو الوحيد القادر على ان يخلص الخطاة فلا يوجد من يمتلك مؤهلاته.
ثانيا : تيار المادية:-
والمادية ليست قبول حقيقه العالم المادى اذ اننا نؤمن كمسيحين ان الله قد خلق العالم المادى واتاح لنا كل بركاته فاماديه فى جانبها السلبى هى الانغماس فى الامور المادية بما يمكنه ان يخنق حياتنا الروحيه لكن يسوع اوصانا ان نكنز كنوزا على الارض وحذرنا من الطمع واضاف الرسول بولس قائلا ان
” التقوى مع القناعه تجارة عظيمه ” (1تى1: 12).
ان الحياة على الارض هى سياحه قصيرة بين لحظتين من العرى لذا فمن الحكمه ان نسافر ونحن احمالنا خفيفه فنحن لن ناخذ شيئا معنا .
ثالثا : النسبية الاخلاقية:-
كل المعايير الاخلاقية التى تحيط بنا اصبحت مائعه وليست هناك دائرة تتضح فيها هذة النسبية اكثر من تلك المتعلقه بالاخلاقيات الجنسيه نحن علينا الا نكون متشددين فى اختيارنا الاخلاقى بل ان نسعى بحساسيه لتطبيق المبادئ الكتابية فى كل موقف فالاساسى فى السلوك المسيحى هو ربوبية يسوع الميسح فان يكون “يسوع ربا” يبقى الاساس لحياتنا.
فالسؤال الاساسى امام الكنيسة هو من هو رب؟ هل الكنيسه هى رب يسوع المسيح حتى انها تملك الحرية فى التغيير والمناورة فتقبل ما تحب وترفض ما تكره؟ ام ان يسوع المسيح هو معلمنا وربنا فنؤمن بتعاليمه ونطيعها؟
رابعا : النرجسية:-
معنى كلمه نرجسية هى تعبر عن المحبة الزائدة للذات والاعجاب اللامتناهى بالنفس.
حركة العصر الجديد تدعونا للنظر الى ما داخل ذواتنا وان نستكشفها لان الحل لمشكلاتنا يكمن فى الداخل فنحن لا نحتاج مخلصا ياتى الينا من مكان اخر يمكن ان نكون المخلص لانفسنا.
للاسف فقد اخترقت بعض هذة التعاليم الكنيسه من خلال اننا لا يجب ان نحب الله وقريبنا فقط بل يجب علينا كذلك ان نحب انفسنا ايضا لكن هذا الامر خاطئ لان
1- لقد تحدث يسوع عن الوصية الاولى والعظمى وثانية مثلها. لكنه لم يذكر وصيه ثالثة
2- محبه الذات هى واحدة من علامات الايام الاخيرة (2تى 3 : 2)
3- معنى محبة (اغابى) هى التضحيه بالذات فى خدمة الاخرين. وبالتالي فان التضحية بالذات لاجل الذات واضح انه لا معنى لها !!
اذن نحن مدعوون كتلاميذ اصليين ليس الى المشاكلة الذهنية بل الى عدم المشاكلة الواعية. ففى مقابل تحدى التعددية علينا ان نكون جماعة الحق التى تقف مدافعة عن تفرد يسوع المسيح.
وفى مقابل تحدى المادية علينا ان نكون مجتمعاً بسيطاً يعيش مغترباً.
وفى مقابل تحدى النسبية فان علينا ان نكون مجتمعاً مطيعاً.
وفى مقابل تحدي النرجسية علينا ان نكون مجتمعا محباً.
افكار من الفصل الاول من كتاب: التلميذ الاصيل. لجون ستوت
إن افادك هذا المقال من كتاب التلميذ الاصيل بشجعك فى الاشتراك فى كورس كيف انمو فى حياتى مع المسيح
اضف تعليقًا
يجب logged in لكي تضيف ردا.