التوبة في اليونانية:
met£noia (ميطانية) تعني ”تغيير الذهن أو العقل“، والتوبة بهذا المفهوم ليست فقط التعبير عن الندم على الماضي، وإنما أيضاً قبول تغيير الذهن، وطريقة جديدة لرؤية الله والآخرين وأنفسنا. إن التوبة ليست مجرد جهاد للتخلص من خطية او خطايا معينة، بقدر ما هي الإلتصاق بالمسيح الذي ينير عقولنا وتوجهاتنا ويطهرنا من كل خطية. فالتوبة تشمل:
(1) تغيير العقل والفكر.
(2) الشعور بالندم على حياة الفساد، وادارك فسادنا بالخطية، وعجزنا البشري عن الحياة التي يريدها الله.
(3) التحول في الاتجاه من الذات الى الله بالايمان بفداء المسيح لنا، وموته لاجلنا، وطلب سيادته على قلوبنا وعقولنا واعمالنا. ومن ثمَّ نستطيع ان نحيا وفق وصية الله.
انظر مثال للتوبه في قصة مشهورة هي قصة الابن الضال (الذي رجع الى ابيه). لوقا ١٥: ١١- ٣٢ ولاحظ معي:
لقد تغير تفكير الابن من الانغماس في الملذات التي لا تشبع، وندم، وقرر العودة إلى أبيه.
لقد ابتعد الابن بارادته عن ابوه. وقرر ان يبحث عن ملذاته بنفسه. ولكنه ماذا وجد؟ لم يجد غير الخزي، والجوع، والوحدة، والعبودية. فكان قراره العقلي الواعي ان يرجع الى ابيه. لقد ندم على قرار الابتعاد الخاطىء الذي كاد ان يكلفه عمره وابديته.
والسؤال هل وجدت شبع، ومعنى في الحياة للذات، والعالم؟ ألا تسمع لنداء الله المتكرر ليمنحك الحياة الافضل؟ الا تشتاق ان تعيش في محبته الفائقة لك، وتحت رعايته، الا تشتاق أن تعيش في شركة مشبعة مع الله ابوك المحب؟
القرار الصائب.
لاحظ هنا ان الابن لم يستسلم لاي مشاعر خاطئة بان ابوه قد يرفضه بسبب اعماله، او ما ضيعه من وقت وثروة، او عدم نظافته، اوخطاياه ….الخ. ولم يسع لتنظيف نفسه اولا .. انما قرر فقط أن يذهب إلى ابيه. وان كان قد ترك نفسه للمبررات والتأجيل ربما لن يرجع ابدا طول عمره، انما يعيش ويموت في الجوع، والخطية.
نحن ايضا .. لابد ان نتأكد ان لنا اله محب ينتظرنا كما نحن. ليغيرنا هو ويمنحنا الغفران، والنقاء، والحياة مهما كان فينا من نجاسة، وضعف، ومهما تكبدنا من خسائر. هو مازال يحب وينتظر ان ناتي له “كما نحن”
لقد كان الابن مستعدا لفعل امرين إن (البعد عن الخطية، والعودة الى الله)
فلا يمكننا ان نحتفظ بكلا الرغبتين معا. مستعدا اولا لترك الخطية ومحاولاته اسعاد نفسه واشباع شهواته. وثانيا ادراكه انه لا يستطيع ذلك فقط ان يكفيه او يساعده ان يعيش الحياة الافضل إذا يحتاج حتما لابوه الذي سيعطيه الحياة من جديد ويهيه النقاء والقوة ليعيش الحياة الجديدة في نعمة ابيه.
إن محاولة العيش في الحياة الافضل التي يريدها لك الله بالاعتماد على نفسك وقدراتك ستثبت فشلا دائما. إذ تحتاج لغفران، ومحبة، وقوة الاب الذي يمنحك هو الحياة والقوة والمشورة لعدة الانغراس في الخطية من جديد.
إن مع الرجوع لله الحي، والبدء في الحياة الجديدة بنعمة الله ستظهر ثمارها في التغيير الملحوظ في الأخلاق والتعلق بالله والحياة بالوصية، نتيجة طبيعية للامتلاء بروح الله والعيش تحت قيادته.
الاب في انتظار الابن دائما.
إن قبول الاب الصالح لابنه كان قبول فوري (اذ كان في انتظاره مترقبا وصوله). ليس هذا فحسب انما اقام الاب احتفالا عظيما بعودة الابن. وكافأه ايضا بالكثير من البركات. هذا تماما ما سيفعله معك ابوك السماوي وقت رجوعك بصدق وتوبة له. انه يحبك وينتظرك.
إن هذا ليس مجرد كلام ونظريات روحية، انما اختبرت انا شخصيا معنى كل كلمة منه. فقد كنت ارى الخطية كصخرة كبيرة اعجز تماما عن تحريكها او الهروب منها.. ودائما ما كنت اصطدم بها في العلاقات، والشهوات، والادمانات ولم استطع ان تغلب عليها الا عندما اتيت لله معترفا بعجزي، وخطيتي.
طالباً غفرانه، محتمياً في موت المسيح نيابة عني، وطالبا قيادته وقوته للنصرة. فاختبرت ومازالت اختبر كل يوم معنى الحياة الجديدة، حياة المحبة، والشركة مع الله. واختبرت قوته ونصرته التي يمنحها لي على امور كان يتسحيل ان انتصر فيها بقوتي. وهذا ما دفعني لكتابة هذه السطور لكل من كانوا في مثل حالتي.
لماذا لا تختبر انت ايضا حياة التوبة، وفرح الاب برجوعك؟
يمكنك ان تصلي صلاة مثل هذه
كتب مدحت. ي – بتصرف من تلمذة اونلاين
علشان تبدأ حياة جديدة معالمسيح بشجعك فى الاشتراك فى كورس كيف انمو فى حياتى مع المسيح
اضف تعليقًا
يجب logged in لكي تضيف ردا.