استخدمها الله رغم صغر سنها في حياة موسى، فمن الواضح انها كانت اكبر منه، كانت هي الحارسة له وهو في السفط موضوعا بين الحلفاء على شاطئ النهر خوفًا من بطش ملك شرير امر بقتل كل الأطفال ما دون السنتين، ربما راقبت امها وهي تضفر السفط وتطلية بالقار وربما سمعت دعواتها لله ان يحفظ رضيعها الجميل، وربما سألتها: لماذا نفعل هذه الأمور يا امي؟ وقد تكون جاوبتها بأننا يهود غرباء في ارض مصر وان فرعون يحاول ان يقلل من اعدادنا لاننا نشكل خطر عليه، وبالتأكيد تلقنت مهمتها بالتفصيل من والدتها وهي ان تحرس الصبي وتراقبه من بعيد وهو على شاطئ النيل بين الحياة والموت.

وعندما اتت بنت فرعون لتستحم واكتشفت السفط وفتحته، تجرأت مريم رغم صغر سنها واقترحت اقتراح غريب وهي ان تأتي بمربية للصبي، لم تخف ان تنسب نفسها لهذا الطفل، وفي نفس الوقت لم تدع بنت فرعون تأخذه لها، ففي هذه الحاله لن يكون هناك اي امل في ان يصلوا لموسى مرة اخرى، لكن اقتراحها الذكي ضمن ان تكون يوكابد امه بجانبه ، تربيه وتفهمه من هو ومن شعبه ومن الهه، فهي التى وضعت اساس معرفتة لله وهو طفل صغير، حتى وان كان داخل قصر فرعون.

عجيبة اعمالك يا الله تستطع ان تحفظ اولادك حتى وهم في ابعد مكان عنك وان تحميهم حتى وهم محاطون بالشر والخطية، فأنت تسخر كل الأمور والاشخاص والاحداث الخيرة منها والشريرة لتتميم مقاصدك، فتربي موسى في بيت فرعون ودُعى ابن ابنته، وتهذب بكل حكمة المصريين وعلى التوازي كانت أمة تربية وتغرس فيه مخافة الله، حتى شهد عنه الرسول بولس انه ابى وهو ابن ابنه فرعون ان يكون له تمتع وقتى بالخطية حاسبًا عار المسيح غنيى افضل من خزاين مصر.

وكبرت مريم وشهدت عبور البحر الاحمر وشقة الى نصفين فأمسكت الدف وترنمت انشودتها الشهيرة الفرس وراكبة طرحهما في البحر، الرب رجل الحرب.

ولكنها اخطأت عندما اتحدت مع هارون في التهكم على زوجة موسى السمراء فضربها الله بالبرص وعندما صلى لها موسى برأت
احب ترنيمتك يا مريم وارنمها معك مبتهجًا بخلاص الله العظيم، ربما رنمتيها بروح النبوه عن الخلاص القادم من الخطية؟ من يعلم؟

بفلم/ إيهاب عزت

إذا اعجبك المقال اشترك فى كورس كيف انمو فى حياتى مع المسيح