ربة منزل مجتهدة من النوع الذي بيدع في العزومات، وربما كانت تطالع احدث الوصفات وبالأخص عندما يكون لديها ضيف عزيز مثل المسيح، فقد كان صديق للأسرة، وللعازر اخوها، وغالبًا ما كان يتردد على زيارتهم ويقضي وقتًا معهم، وفي مرة من احد زيارات المسيح للمنزل المحبوب، كانت مريم اختها تجلس عند قدمية تستمع له ومرثا تمارس هوايتها وخدمتها لتكرم السيد بتجهيز الطعام له، اعترضت على عدم مساعدة مريم لها، وانها تترك مسؤولية الضيافة عليها وحدها، وقدمت شكواها للرب الذي لفت نظرها ان مريم اختارت النصيب الصالح له.

وكثيرًا ما سمعنا الوعاظ يلمن مرثا ويوجهون اتهام الانشغال الزائد بالخدمة عن الجلوس عند قدمي الرب، ولكني اريد اليوم ان ارحمها من اللوم واقدر فعلتها فهي كانت تقدم للرب خدمتها بالطريقة التي تعرفها، وتعبر له عن حبها بشكل عملي، فليس من المنطقي ايضًا ان يكون المسيح في البيت دون ان يجد شيئَا يأكله.

ان العبرة في القلب والتوجه الداخلي، فلو كانت رغبة مرثا الحب والخدمة الحقيقية والرغبة في اكرامه، فهي اذًا لا تستحق اللوم الذي تتعرض له مع كل مرة نقرأ فيها قصتها.

وعندما مات لعازر واتي إليهم الرب متأخرا عن قصد، خرجت اليه لائمة قائلة لو كنت ههنا لم يمت اخي، وأضافت: لكني الأن ايضًا اعلم ان كل ما تطلب من الله يسمع لك، هل وصل ايمانك لهذه الدرجة يامرثا؟ هل كنت تتوقعين او تطلبين من المسيح ان يقيم لعازر من الموت بعد أربعة أيام؟ لم أجد تفسيرًا لجملتك غير هذا، وعندما يخبرها المسيح انه هو القيامة والحياة ومن يؤمن به لن يموت تخبره باعترافها الصريح نعم يا سيد وانا قد امنت أنك انت المسيح ابن الله الاتي الى العالم.

مرثا من القلائل الذين أقروا وشهدوا بأن المسيح هو ابن الله الاتي الى العالم، اعترفت حتى قبل ان يقوم لعازر من الموت وقبل ان تتم المعجزة الكبيرة.

بقلم/ إيهاب عزت

إذا افادك المقال اشترك فى كورس كيف انمو فى حياتى مع المسيح