يقول الكتاب المقدس كلمه الله فى( رساله الرسول بولس الى اهل غلاطيه اصحاح 6 والايه 14)
“اما من جهتى فحاشا لى ان افتخر الا بصليب ربنا يسوع المسيح “
وهنا تكمن غرابه سؤالى ، فالمعروف ان الصليب هو اداه موت بشعه، ليس موت طبيعى بل وسيله اعدام ارتبطت شديد الارتباط بالعار والخزى فمكتوب انه ملعون كل من علق على خشبه ، فمن يسمر فوق صليب يكون على مرأى ومسمع من الجميع ويكون محط انظار الكل ،وغالبا ماكانت تنفذ هذه العقوبه على معتادى الاجرام وقطاع الطرق، ولكننا نرى الرسول بولس يجاهر بافتخاره بهذه الاداه بل ويؤكد ان ليس هناك مجال للفخر له اكثر من افتخاره بصليب المسيح.
ولكن لكى لا يتركنا كاتب الرساله لمزيد من الاستغراب والتعجب ، فقد لحقنا فى النصف الاخر من الايه بسبب هذا الافتخار العجيب ، حيث يقول عن الصليب ( الذى به قد صلب العالم لى وانا للعالم ).
كيف حدث هذا ؟ كيف صلبت عن العالم وانت تعيش فيه ؟ وتتعامل معه ومع اداواته واهله وان فرضنا انك صلبت عن العالم فكيف يصلب العالم لك ؟! ان حادثه صلب المسيح امر مركب شمل على العديد من الامور والمزايا فى نفس الوقت ، ففيه سدد المسيح عدل الله الاب ووفًى دينونه الخطيه ، كما انه اعطانى بقبولى له طبيعه جديده وعندما تنمو هذه الطبيعه فى داخلى بمعرفه الله، وودراسه كلمته تتنقى الحياه فتكره الخطيه ، وبالقرب والاتحاد بالمسيح المصلوب والمقام تتقدس تلك الطبيعه داخلى وتصيرنى كل يوم اقرب قى الشبه لواهبها المسيح ، وهنا يزول مجال استغرابنا فطبيعتى الجديده الممنوحه لى بموت المسيح والناميه بمعرفته اصبحت لا تطيق مبادىء العالم وطرقه، بل اصبح العالم بالنسبه لى مصلوب وميت .
واذا اراد العالم ان يغرينى بزينته يجد امامه طبيعه ميته بالنسبه له لا تتاثر بمغرياته ولا تفهم لغه شهواته وبينما ينجح العالم فى ايقاع الكثرين بشهواته يفشل مع اولاءك المكرسين لله الذين سلموه حياتهم بقبولهم لعمله ويعيدوا تسليمه حياتهم كل يوم له باختبائهم فى كلمته والنمو فى نعمته وهنا يحق للرسول بأن لا يفتخر الا بالصليب الذى به اصبح العالم ميتا بالنسبه له ، واصبح هو ميت فى نظر العالم .
بقلم الصديق /ايهاب
إذا اعجبك المقال اشترك فى كورس كيف انمو فى حياتى مع المسيح