توقفت عند مقوله لاحد خدام الله والمفكرين المعروفين يقول فيها :
( لا اعتقد ان ما نعانيه من قلق وحزن نابع من الوباء او الخوف من الموت،ربما بعض منه ، فاغلبه ينبع من مواجهه ذواتنا الحقيقيه وحقيقه الوجود والعدم، بعد ان خفتت كل اساليب ( الغلوشه ) فنحن الان نواجه الوجود العارى ، كيف ان كل ماصنعناه حولنا من ضوضاء بهذا القدر من الهشاشه.) ؟
وعندما تأملته وقرائته اكثر من مره اكتشفت صدق ما يقول، وكأنه ببساطه يؤكد ان سبب خوفنا الحقيقى هذه الايام ليس المرض ولا الموت بل هو زوال القشره الخارجيه التى احطنا بها حياتنا من امور وعلاقات ومسليات وضوضاء، واضطرتنا ظروف الفيروس والاحترازات للتعايش بدون هذه القشره فتعرت حياتنا وانكشفت على حقيقتها ، وهنا كان السؤال :
من استطاع ان يصمد ومن انهار؟
من كانت حياته الحقيقيه مبنيه على الصخر واساساته سليمه ، هو الذى صمد ، حتى عندما انهارت هذه القشره المحيطه بحياته ومن كان اساسه مخوخ وحياته مبنيه على الرمل ، من عمل وعلاقات ومتع خارجيه يلهو بها عن الواقع او يغرق فيها لكى لا يواجه صراعاته ونفسه الحقيقيه ،هو من انهار.
وتذكرت مثل الرب يسوع فى متى 7عن الرجلين العاقل والجاهل اللذين اشتركا فى عمل مماثل وهو بناء منزل ، ماحدث ان الجاهل استهان بالامر وبنى بيته على الرمل وربما كانت حجته ان الجو صحو والشمس ساطعه وليس فى الافق سحب او امطار ولعله قال( انشاء الله ) سيثبت البيت على هذه الرمال وربما استمتع بسرعه انجاز بناء بيته و سكن فيه اسرع من الذى تحمل عناء البناء على الصخر وهنا يكمن جهله حين ظن ان الامور تسير دائما كما بدأت وان الرياح لن تاتى مادامت ليست موجوده ،وان الثوابت اليوم هى ثوابت للغد ،وهكذا انهار بيته انهيار عظيما مع هبوب الرياح وقيام العواصف .
اما العاقل الذى اجتهد فى اعمال عقله بأن البيت يجب ان يبنى على ثوابت وتحمل وقت وتكلفه البناء على صخر ،صمد بيته حين قامت الرياح ونزلت الامطار. والان ونحن بصدد قيام العواصف بل ربما قامت بالفعل وقد زالت الامور والمتع التى كانت تسبب لنا السعاده و تلهينا عن الاصل الذى هو علاقتنا الحقيقيه مع الله …هنا يظهر السؤال الثانى :
على من بنيت حياتى ؟ ومن كان الاساس ومن كان القشره.؟
واذا وجدت انى قد بنيت حياتى على امور هشه وليس على الصخر هل هناك من مخرج ؟ نعم هناك امل لكل من اكتشف ان حياته السابقه كانت مبنيه ليس على الاساس الثابت الذى هو المسيح . الخبر المفرح هو انه يمكنه اعاده بناء حياته مره اخر على الاساس الصحيح ، فيختار ان تكون علاقته الحقيقيه بالله هى الاصل وان كل ما فى الحياه من امور اخرى هى القشره التى قد نسعد بها ان وجدت ولا ننهار اذا سحبت فاذا جائت العواصف تثبت حياتنا لانها مبنيه على صخر الدهور يسوع.
بقلم إيهاب عزت
إذا افادك المقال بشجعك فى الاشتراك فى كورس كيف انمو فى حياتى مع المسيحhttps://talmazaonline.com/courses/growth/
اضف تعليقًا
يجب logged in لكي تضيف ردا.