تحدثنا فى المقال السابق اننى عندما ادرك عجزى ان اقود حياتى واختار بارادتى ان اسلمهالله فيصبح هو بالحقيقه الملك والرب عليها…
ما معنى هذا وما نتائجه ؟
هذا يعنى انى قد انتقلت من الظلمه الى النور ومن تحت سلطان مملكه ابليس التى ولدت فيها الى ملكوت ابن الله ، وبهذا فقد اصبح الله هو الملك على حياتى و مصدر كل امان وفرح وكأنى حولت مصدر الفرح والامان اللذين كنت احصل عليهما من امور كثيره فى الحياه الى الله فمثلا ان كنت اسعد بعلاقات معينه من اصدقاء يمدونى بما احتاجه من قبول واهتمام او بانجاز ما فى عملى يتدفق لى من خلاله احساس بالنجاح او ربما اسعد عندما يقدرنى الاخرين لأمر صنعته لهم او للخدمه .فالان لم اعد استمد قيمتى ولا امانى من مثل هذه الاشياء بل من الله
وهنا سؤال هل يستطيع الله ان يعطينى القيمه والحب بما يساوى ما احصل عليه من البشر ؟
الحقيقه نعم فالله هو مصدر كل حب وشبع بل واحتياجى الحقيقى للحب لي يستطيع احد ان يسدده سوى الله ، وبانتظام جلستى معه وعشرتى به استطيع ان احصل على كل ما احتاج اليه من قيمه وقبول فهو الوحيد الذى يحبنى حب غير مشروط وبقبلنى رغم ما يصدر منى . وهنا تتضائل الامور الاخرى وتصغر وترجع لمكانها الحقيقى فتبدو كقشره خارجيه اسعد بها لكنى لا انكسر اذا سحبت منى .
وربما كان هذا ما يقصده الرسول بولس حين قال فى رسالته الى اهل فيلبى اصحاح 4 والايه 12 :
أَعْرِفُ أَنْ أَتَّضِعَ وَأَعْرِفُ أَيْضًا أَنْ أَسْتَفْضِلَ. فِي كُلِّ شَيْءٍ وَفِي جَمِيعِ الأَشْيَاءِ قَدْ تَدَرَّبْتُ أَنْ أَشْبَعَ وَأَنْ أَجُوعَ، وَأَنْ أَسْتَفْضِلَ وَأَنْ أَنْقُصَ ، الى ان وصل ان قال استطيع كل شىء فى المسيح الذى يقوينى .
عملينا كيف يتم ذلك ؟ كيف اتخلص من الامور التى ادمنتها الى ان وصلت لكونها السيد الذى استمد منه البقاء والامان ؟
اولا : بأن يأخذ الله موضعه كملك حقيقى فيكون لى الجلسه المستمره المشبعه معه فتصغر وقتها اى امور اخرى كادت تحاول ان تأخذ مكانه ( طبعا بسماحى انا لها )
ثانيا : بأقتناعى بزوال وزيف اى امر يمدنى بالامان غير الله فسيظل قول المسيح للسامريه ( كل من يشرب من هذا الماء يعطش ايضا ) شعارا حقيقيا يثبت صدقه كل يوم عبر العصور ، واعتقد ان ماحدث فى ايامنا هذه يؤكد بالفعل كيف شل العالم من وجود فيروس كورونا الذى بسببه انهارت دول و عطلت الاعمال واغلقت المصانع ومعها شبه توقفت الحياه وصمت الضجيج ومكث الجميع منتظرا ما تحمله الايام ، حتى لقاءات البشر ببعض قد علقت وكأنه قد عمل وقف مؤقت لكل ضوضاء، فاختلت مقاييس وقيم ، وشعرالكثيرين بعجزهم وهشاشه ما كانوا يستندون عليه .واكتشف اغلب الناس انهم وكأنهم يدخرون فى كيس منقوب .
بقلم إيهاب عزت
إذا افادك المقال بشجعك فى الاشتراك فى كورس كيف انمو فى حياتى مع المسيح https://talmazaonline.com/courses/growth/
اضف تعليقًا
يجب logged in لكي تضيف ردا.