أقف صامتًا أمام موقف اليصابات وزكريا، وعندما أتأمل فيه أتيقن أن الإيمان هو عمل إلهي داخل قلوبنا، ولا يرتبط بخلفيتى أومعلوماتي الروحية،فكان من الطبيعى أن الأقرب للأيمان هو زكريا، رجل دين من فرقة أبيّا، كاهن يقضي الأوقات الطويلة في الهيكل خادماً للأقداس،من المفترض أنه دارس للشريعة، أى على علم بنبوات مجيء المسيا، بل هو أصلًا يعيش منتظراً الخلاص وتحقيق الوعد أن نسل المرأة يسحق رأس الحية.
أما اليصابات فهي ربة منزل عادية تقضي يومها في تلبية متطلبات بيتها وزوجها،لم ترزق ببنين،ترى نفسها “كأي يهودية لم تنجب” أنها موضع عار،كما أن هناك مفهوم سائد أنها مرفوضة أو مغضوب عليها حيث أنها لم ترزق بزرع بشر.
يظهر ملاك لزكريا وهو فى فرقة خدمته في الهيكل يخبره بخبر سعيد أن زوجته ستحبل وستلد له ابناً. ويسترسل الملاك في شرح كيف سيكون ابنه، وكأنه يعطى علامة لزكريا بقوله: “أنا جبرائيل الواقف أمام الله جئت لأخبرك” كي يُزيل أي شكوك داخله، ويفاجئنا زكريا برده للملاك: كيف أعلم هذا وأنا شيخ وإمرأتي متقدمة في ايامها؟ واضعاً امام عينيه المنطق البشري، آه عندما نُحاول أن نُمنطق وعود الله بمنطقنا البشري، وآه من كلمة: كيف يحدث هذا؟ إن مثل هذه الكلمات لا تُقال لملاك الرب الذي بدوره لم يتواني أن يُصدر عقاباً فورياً لزكريا بأنه سيبقى صامتًأ إلى أن يتحقق كلامه الذي سيتم في وقته.
لم أتمادي في لوم زكريا فربما كنت أقوم بما فعل لو كنت مكانه، لكن صلاتي أن يعطينا الله أن نثق فيه وفي كلامه الثقة الكاملة، المجردة من المنطق. فالايمان يرى المستحيل وكأنه أمر عادي، فإن كان الايمان هو قفزة في الظلام، لكن ما يضمن هذه القفزة هو وعد الله الصادق، ويقين قائم على ثبات الواعد وقدرته وأمانته.
بقلم/ إيهاب عزت
اضف تعليقًا
يجب logged in لكي تضيف ردا.