فتاة مريضة، من الواضح انها كانت غنية حيث يخبرنا الكتاب انها انفقت كل معيشتها على الأطباء بدون فائدة، في نظر المجتمع اليهودي التي تعيش فيه هي نجسة، من الطبيعي ان تكون فقدت كل الأمل في شفائها لطول المدة حيث ظلت بهذا المرض اثنتا عشر عامًا، ربما سمعت الكثير من الكلام من نوع ان هذه هي إرادة الله ان تظلي هكذا، وسلمي امرك لله وارضي بقدرك وغيرها من كلمات المعزون المتعبون الذين يحيطون بنا.
لكنها تسمع عن المسيح ومعجزاته، ربما سمعت عن اقامته للعازر وابن ارملة نائين، ومن المؤكد انها امتلأت بالأيمان لتذهب لتقابل المسيح، ومن المؤكد وجدت صعوبة من الزحام والجمع المحيط به، هذا غير موقفها المحرج لنزفها المستمر، لكنها تصمد وتزداد ثقتها لدرجة انها تقول في نفسها انها لو لمست ولو طرف ثيابه شفيت.
حتى وان لم يشعر هو، فتخترق الجمع وربما تعرضت لسخافات المتطفلين، او رشقت بعبارات جارحة، لكن رغبتها في الشفاء وايمانها باللمسة المرجوة كان اقوى من أي شيء.وبالفعل تلسمه وفي الحال يتوقف نزيف دمها ويقف المسيح وينظر حوله متسائلًا:
من لمسني؟
ولم يتوانى بطرس في ان يستعجب الجملة قائلًا ان الجمع يزحمك وانت تقول من لمسني، فيجيبه الرب ان قوة خرجت مني ويلتفت الى الفتاة المؤمنة ويخبرها ان ايمانها قد شفاها.
لم يخزل الرب ابدًا مؤمن وضع ثقته فيه، حتى وان طال الزمن فمن يلمسه ينل الشفاء، ومن يضع ثقته به يصنع له أكثر جدًا مما يظن او يفتكر.
بقلم/ إيهاب عزت
إذا افادك المقال اشترك فى كورس كيف انمو فى حياتى مع المسيح
اضف تعليقًا
يجب logged in لكي تضيف ردا.