لا نتحدث عنه كثير،فهو كما وصف نفسه لزكريا أنه الواقف أمام الله،أتي في مهمة البشارة لمريم واليصابات،ربما تكون مهمة فريدة من نوعها،ليس من ناحية إخبار بشر بأمر ما. ولكنها فريدة في محتوى الرسالة،وأتخيله وهو يراجع مضمون الرسالة التى يحملها لمريم، فهو لم يعتد على مثل هذه الرسائل من قبل.
وكانه يستعجب كيف أن الروح القدس يحل عليها، وقوة العلي تظللها؟ وكيف أن القدوس المولود منها يدعى ابن الله؟ فهو يتسائل؛ هل ما أفكر فيه صحيح؟ هل سيتجسد الله ويحل بقوة الروح القدس داخل أحشاء تلك الفتاة التى أنا ذاهباً إليها،هل ساكن كل الوجود سينزل للأرض؟وكم الفترة التي سيقضيها وماذا سيفعل؟والسؤال الأغرب كيف ستستقبله الارض؟ وكيف لهذا غير المحدود الذي لا تسعه السماء والارض،أن يحل داخل رحم فتاة ويُولد؟
ويظل جبرائيل يفكر وكل سؤال يقوده لسؤال أصعب وأغرب، إلى أن يصل للسؤال الذي لم يجد إجابة له، بل ولم يستطع الرسول بولس نفسه أيضاً الإجابة عنه،وهو لماذا يحدث هذا؟ ما الذي يدفع الابن القدوس، الذي هو بهاء مجد الله ورسم جوهره وحامل كل الاشياء بكلمة قدرته،أن يتنازل ويتجسد ويتضع ويأتي للارض، ويُكمِل جبرائيل أسئلته المنطقية ويقول لنفسه:لابد أن هناك أمر خطير يدفع به إلى هذا الامر.
حقاً إنه بالفعل أمرٌ خطير، يتلخص في أن الله أحب البشر وأراد أن يخلصهم من سطوة الخطية،ويبدأ معهم عهداً جديدأً بدم ابنه، ويصالحنا معه بفاعلية عمل المسيح الكفاري. مبيداً بموته ذاك الذي له سلطان الموت،أي إبليس.
بقلم/ إيهاب عزت
إذا افادك المقال اشترك فى كورس كيف انمو فى حياتى مع المسيح
اضف تعليقًا
يجب logged in لكي تضيف ردا.