دعونا نحسبها اليوم بالورقة والقلم وكأنها مسألة رياضية
1 – سألت نفسي ذات يوم، ما الأمر الذى يؤمن به ويتفق عليه كل البشر، هل هو الله؟ وجدت أن هناك الكثير من الملحدين ينكرون وجود الله ويشككون فى قدرتة.هل هو الوجود ذاته؟
وصلت إلى أن بعض الفلاسفة يشُكّون فى الوجود نفسه ويزعمون أنه فى وقت ما يظنون أنهم فى حُلم، فحتى الوجود نفسه محل شك، وغيرها وغيرها، فإن كل الامور موضع جدال وخلاف بين البشر كل حسب معتقده وخلفيته، ولكني اكتشفت أن الأمر الوحيد المتفق عليه من جميع ساكني كوكبنا هو الموت، فما من عاقل ينكر أنه سيموت، مهما اختلفت معتقداته، بل وربما يكون الحكم بفقدان العقل على شخص ما غالبًا بسبب أنه أنكر أو تجاهل بأنه يومًا ما سوف يموت. فالموت هو طريق الأرض كلها كما يسميه الكتاب المقدس، وهو نهاية طريق حياتنا، فقد نختلف فى الموعد او الطريقة لكن جميعنا متفق على هذه الحقيقة.
2- حياتنا ممتلئة بالمقابلات والتضادات. فهناك الليل والنهار، الخير والشر، الابيض والاسود، النور والظلمة، وغيرها الكثير والكثير من المتضادات التى نراهما وكأنهما وجهان لعملة واحدة، تكشف كل واحدة الاخرى وتبينها وتشرحها بل وتثبت وجودها، فأن شككنا فى أمر نأتى بما يقابله ليظهره جليًا ويكون دليل دامغ عليه، من هذه المتقابلات مثلأ الحياة والموت بل والاصح ان نقول القيامة والموت.
من 1 و2 نستنتج أن الموت – وهوالوجه الآخر للقيامة –
هو حقيقة مؤكدة، وهو الظاهر لعالمنا المادى، والقيامة ايضًا وان كانت مستتره عن واقعنا، فان كان الموت هو البوابة المواجهة لنا، فأن القيامة هى الناحية الاخرى من هذه البوابة.
وإن كان الموت هو الحقيقة الواضحة، فالقيامة هى الحقيقة المستترة التى سنختبرها بعد الموت، فالمسيح هو باكورة الراقدين وقيامته هى عربون قيامتنا، ولنا أن نهتف مع المرنم: “عندما شمسى من هنا تغيب عن يقين اضيىء هناك ادخل بيتا قد أُعِدَ لى مُنذ تأسيس الافلاك” نعم هناك موت مؤكد وبنفس نسبة التأكيد هناك قيامة لكل من وضعوا ثقتهم فى المسيح وملّكوه على قلوبهم، فأن كان الموت هو الأمر المخيف الذي يرعب البشر والذى امامة يقف الكل مكتوف الايدي.
فقيامة المسيح جعلت هذا المرعب مجرد وسيلة عبور ياخذ بنا إلى الحياة الابدية ولقاء المسيح فادينا، فقيامة المسيح حدّت من سطوة هذا العدو بل وجردته، حيث نزعت منه رعب المجهولية والخوف من المستقبل، فهناك موت، ولكن المُفرح أننا من رَحِمَه، نخرج للحياة الابدية ومنه نعبر إلى السماء موطننا. ولذا هتف رسول المسيحية بولس قائلًا:
“أين شوكتك يا موت أين غلبتك يا هاوية”.
بقلم/ إيهاب عزت
إذا افادك المقال اشترك فى كورس كيف انمو فى حياتى مع المسيح
اضف تعليقًا
يجب logged in لكي تضيف ردا.