الكرازة ليست زيادة عدد المسيحيين أو أعضاء الاجتماع أو الكنيسة، الكرازة هي محبة حقيقية لله وللناس، تقودنا لمشاركة من حولنا بالأخبار السارة ليختبروا محبة الله وطريق الخلاص الذي صنعه ربنا يسوع المسيح لكل من يؤمن به.
الكرازة، كما اختبرها القديس يوحنا الذهبي الفم، ليست واجبًا وظيفيًا، ولا هي عمل تعصبي يمارسه الخادم، لكنها “روح” يعيشه المسيحي ويمارسه حتى في مخدعه أو وحدته.
الكرازة هي انفتاح القلب بطريقة علوية أمام الصليب، مشتهيًا لو انطلق العالم كله بالروح القدس إلى أحضان الفادي … فالكرازة حياة داخلية قبل أن تكون ممارسة خارجية.
ما المقصود بالكرازة بالإنجيل؟
– إن الكرازة الناجحة هي رغبة في خلاص النفوس، ومبادرة بتقديم شخص الرب يسوع للآخرين ببساطةٍ وبقوّة الروح القدس، مع انتظار النتائج من الله:
الكرازة مبادرة:
هذا يعني أن يكون لديك الإيجابية للذهاب للآخرين لتقدم رسالة الانجيل لهم. فوصية الرب يسوع للتلاميذ و سائر الرسل و كل المومنين من بعدهم, “اذهبوا”، أى علينا نحن أن نتحرك نحو البعيدين عن الله لنقدم لهم رسالة الإنجيل.
الكرازة محورها ربنا يسوع المسيح:
لأن به وحده الخلاص، وأي تعليم آخر يأتي بعده وبه ومن أجله: “ليس بأحد غيره الخلاص.لأن ليس اسم آخر تحت السماء قد أعطي بين الناس به ينبغي أن نخلص.” (أع 4: 12). “وهذه هي الحياة الأبدية، أن يعرفوك أنت الإله الحقيقي وحدك ويسوع المسيح الذي أرسلته.” (يو 17: 3).
الكرازة بقوة الروح القدس:
يعني أن الأمر لا يعتمد على قوة الكلام ولا الحكمة البشرية، بل على قوة الله التي تعمل وتخلص.
إن الإثني عشر لم يبدأوا الخدمة إلا بعد أن حل الروح القدس عليهم ونالوا قوة (أع 1:8). إسطفانوس الشماس كان مملوءًا من الروح القدس والحكمة، لذلك لما وقفت أمامه ثلاثة مجامع فلسفية “لم يقدروا أن يقاوموا الحكمة والروح الذي كان يتكلم به.” (أع 6: 10) …. أما نحن، فلنا عشرات الآلاف من المدرسين، ولكن الخدام العاملين بالروح قليلون… تأملوا خادمًا واحدًا مثل بولس الرسول.. لاشك أن اختياره كان حادثًا خطيرًا في الكنيسة. لقد تعب أكثر من جميع الرسل (ووصلت خدمته من أورشليم إلي أنطاكية إلي قبرص، ثم إلي اَسيا الصغري وبلاد اليونان، وإلي رومه.. وكتب 14 رسالة.. وكرز وهو في السجن). إننا مستعدون أن نستغني عن عشرات الآلاف من الخدام الذين معنا في مقابل بولس واحد.. و ستكون خدمته أكثر فاعلية من الآلاف.
نتائج الكرازة يضمنها الله:
لعلك تقول: من يسمع؟ ومن يقبل؟ ومن يفهم؟ كلا يا أخي. تكلّم أنت، وأترك النتيجة لعمل الله في القلوب. المهم أن تنطق بكلمة الله في حكمة، وثق أن كلمة الله لن ترجع فارغة، بل كما قال السيد الرب:”هكذا تكون كلمتي التي تخرج من فمي، لا ترجع إلىّ فارغة، بل تعمل ما سررت به، وتنجح فيما أرسلتها له.” (أش11:55). إذن احرص فيما تخدم، أن يكون الله متكلمًا على فمك. أما عن النتيجة، فاذكر قول الكتاب: “ارم خبزك على وجه المياه، فإنك تجده بعد أيام كثيرة.” (جا1:11). (كتاب الخدمة الروحية والخادم الروحي 3 – مجالات العمل الفردي – لقداسة البابا شنودة الثالث)
نحن أيها الإخوة ملتزمون بأن يجاهد كل منا من أجل خلاص أخيه، حتى نستقبل المسيح يوم الدينونة بوجوه مبتهجة ثابتة. (كتاب القديس يوحنا ذهبي الفم: سيرته، منهجه وأفكاره، كتاباته – القمص تادرس يعقوب ملطي – الكرازة والمسيحي/ العلمانيون في الكنيسة)
ما المضمون الذي يحتاج كل شخص أن يعرفه عن السيد المسيح؟
المبادئ الأساسية الاربعة التي من المهم أن نشارك بها كل إنسان:
1- محبة الله لكل إنسان:
من محبة الله لنا، أعطانا طريق التوبة لمغفرة الخطايا. فلم يمسكنا في خطايانا ليعاقبنا عليها، إنما فتح لنا طريقًا للخلاص بالتوبة. ووصلت محبة الله للإنسان إلي حد البذل والفداء: “هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد، لكي لا يهلك كل من يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبدية.” (يو 3: 16)
2- الجميع أخطأوا و يحتاجون للخلاص (رومية23:3) و (رومية23:6):
لابد ان يدرك كل إنسان فينا أنه خاطئ ويحتاج للتغيير. فحتى داود النبي يقول: “هأنذا بالأثم صورت وبالخطية حبلت بي أمي.” (مز 51 : 5 ). و يُعلن الرسول بولس فساد البشريّة كلها وفشلها فى خلاص نفسها في رسالته لأهل رومية. ويلجأ إلى رجال العهد القديم ليقتطف كلماتهم التي تؤكد ذلك، فيلجأ إلى داود النبي القائل: “ليس من يفهم، ليس من يطلب الله.” (مز14: 2 الترجمة السبعينيّة). ويقتطف من نفس المزمور: “الجميع زاغوا وفسدوا معًا، ليس من يعمل صلاحا ليس ولا واحد.” (مز14: 3). مرة أخرى يؤكّد أن “الجميع”- بلا تمييز بين يهودي أو أممي – لم يفهموا، ولم يعد للصلاح موضع فيهم. هذا أيضًا ما يعلنه إشعياء النبي القائل: “كلنا كغنم ضللنا، ملنا كل واحدٍ إلى طريقه.” (إش53: 6). (تفسير الرسالة إلى أهل رومية 3 – القمص تادرس يعقوب ملطي – حاجة الكل للخلاص)
3- الطريق الوحيد للخلاص هو الرب يسوع:
إن كان الذين بلا ناموس مكتوب عنهم: قد سقطوا تحت الهلاك، والذين تحت الناموس: قد صاروا تحت الدينونة، فكيف يمكن الخلاص؟ يقدّم لنا الرسول بولس العلاج معلناً الحاجة إلى المخلص الذي يقدّم حياته فِدْية عن العالم كله، واهباً البرّ الإلهي لمؤمنيه. (تفسير الرسالة إلى أهل رومية 3 – القمص تادرس يعقوب ملطي – حاجة الكل للخلاص)
يقول الرب يسوع في الكتاب المقدس: “تعالوا إلي يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمال وأنا أريحكم” ( مت 11 : 28). والمسيح هو الطريق الوحيد للخلاص من الخطية ونوال الحياة الأبدية. قال المسيح: “أنا هو الطريق والحق والحياة، ليس أحد يأتي الى الآب إلا بي.”
يسوع الذي جاء متجسداً إلى الأرض ليموت حاملاً جسد بشريتنا على الصليب، ويقوم منتصرا على الموت من أجلنا، هو وحده الطريق: ” أنا هو الطريق و الحق و الحياة “.
و لأن الكنيسة لا تعرف سوي يسوع مخلصاُ وفادياً، تعترف كل يوم بخلاصه، وتقدم له الشكر والتسبيح اللائق. فصلوات القداس الإلهي هي صلوات شكر وعرفان بمحبة الله هذه، واعتراف بخلاصه الذي قدمه من أجلنا.
+ أتيت إلى الذبح مثل حمل حتى إلى الصليب أظهرت عظم اهتمامك بي. قتلت خطيئتي بقبرك. أصعدت باكورتي
إلى السماء. أظهرت لي إعلان مجيئك هذا الذي تأتي فيه لتدين الأحياء والأموات، وتعطي كل واحد كأعمال ( القداس الاغريغوري)
4 – المعرفة العقلية أوالاقتناع وحده لا يكفي لاتباع ربنا يسوع المسيح،
هذه المعرفة تتطلب قراراً وتسليم الحياة لقيادة الروح، لتكون حياتنا كما قال بولس الرسول (لأحيا لا أنا بل المسيح يحيا في).
(الابن الضال كان يعرف الغنى و الشبع في بيت أبيه، ولكن كان يلزمه قراراً بالعودة إلى حضن أبيه لينعم بدفء محبته و يستعيد بنوته مرة أخرى. لقد اتخذ القرار (أقوم الآن و أذهب إلى أبي).
“وليست الكرازة مجرد سرد حقائق أدبية، ولكنها مواجهة الله نفسه للإنسان ليتخذ قراراه.” ) شرح كلمة – كرز/ كرازة – موقع الانبا تكلا). فيجب عليك أن تدعو الشخص الذى تكرز له أن ياخذ قراراً بالتوبة، وأن تصلي معه، إذا كان المكان مناسباً، ليبدأ حياة التوبة.
صلاة:
ربى يسوع الهي و صخرتي املأنى بروحك القدوس لكى ابادر بتقديم رسالتك لمن حولى، علمنى يا الهى ان تكون انت محور كلامى مع الاخرين، و ان اقودهم بروحك القدوس الى قرار التوبة ليرجعوا الى حضنك امين
تطبيق:
احفظ غيباً المبادىء الاساسية الاربعة (المضمون الذي يحتاج كل شخص أن يعرفه عن السيد المسيح)، مع حفظ ايتين بالشاهد الكتابي عن كل مبدأ منهم.ُ
اضف تعليقًا
يجب logged in لكي تضيف ردا.