التلميذ المتضاعف: “هو التلميذ الذي يشارك البشارة مع الاخرين ليربح النفوس، يبنيها ويتلمذها، فيُرسلها لتربح آخرين”

هناك مثل قديم يقول “الذي لا يهدف لشيء لا يحرز شيئاً، لذلك فإننا نحتاج أن يكون لنا هدف لحياتنا”

وعُرِّفت كلمة هدف بأنها القصد أو الغرض أو الغاية التي يُراد الوصوال إليها.

 

تقدم رجل بسيط لطلب وظيفة فرّاش في شركة مايكروسوفت العملاقة، وخلال المقابلة تم قبوله في الوظيفة، وطلب منه كتابة بريده الالكتروني في طلب الوظيفة للتواصل مع الشركة ، ولكن الرجل رد بعدم امتلاكه بريد الكتروني أو كمبيوتر، وكان رد المدير غريب وصادم، قال له: من لايملك بريد الكتروني غير موجود أصلاً. ومن لا وجود له فلا يحق له العمل. خرج الرجل من الشركة وهو لا يملك إلا عشرة دولارات فقط، ظل يفكر ماذا سيفعل وكيف يعيش هو وأسرته، فقرر شراء صندوق طماطم من محل الخضار وبدأ ببيعه، وبالفعل نجح في بيعه وكسب المال، فقرر تكرار العملية حتى حصل على 60 دولار، ومن هنا بدأ الخروج يوميا للبيع وكسب المال حتى اشترى عربة ثم شاحنة، ثم أسطول شاحنات وبعد خمس سنوات أصبح من كبار موردي الأغذية في أمريكا ورغم ذلك لم يقتنع أنه وصل لتحقيق هدف ذو قيمة، فصار يبحث عن هدف آخر لحياته.

وهذا يذّكرني بقول الرسول بولس: “لكِنْ مَا كَانَ لِي رِبْحًا، فَهذَا قَدْ حَسِبْتُهُ مِنْ أَجْلِ الْمَسِيحِ خَسَارَةً. بَلْ إِنِّي أَحْسِبُ كُلَّ شَيْءٍ أَيْضًا خَسَارَةً مِنْ أَجْلِ فَضْلِ مَعْرِفَةِ الْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّي، الَّذِي مِنْ أَجْلِهِ خَسِرْتُ كُلَّ الأَشْيَاءِ، وَأَنَا أَحْسِبُهَا نُفَايَةً لِكَيْ أَرْبَحَ الْمَسِيح”

في نهاية حياتك، وعندما تنظر إلى الخلف، هل تستطيع أن تقول، لقد وصلت إلى معرفة الهدف من وجودي؟ يقول الرسول بولس في 2تيموثاوس7:4 “قد جاهدت الجهاد الحسن، أكلمت السعي، حفظت الإيمان، وأخيراً قد وُضِعَ لي إكليل البر”

أن تعمل وتجتهد في حياتك وتنجح، فهذا أمر جيد. ولكن أن تصل لفهم ومعرفة هدف الله من حياتك، فهذا أمر آخر تماماً. أن تسعى لتحقيق أهدافك الخاصة فهذا رائع، ولكن عندما تشترك مع الله في تحقيق أهدافه هو، فهذا هو الأروع.

 

بعض الناس يعطون حياتهم في مقابل المال، في مقابل الممتلكات أو في مقابل مجموعة من الأشياء الأخرى، إلا أن الله يقول: أن هذه الأشياء سوف تحترق. ولكنه يعطينا هذا الوعد الهائل والعظيم،: أن ميراثنا يمكن أن يكون نفس ميراثه هو. نستطيع أن نصطاد الناس. هذا هو الوعد الذي تحتاج أن تتمسك به طالما أنت على قيد الحياة. اعطِ حياتك في مقابل ربح الأخرين.

معنى أن تعطي حياتك للناس، هو ان يكون كل اهتمامك منصب على هؤلاء الناس، تنهمك في أمورهم الداخلية ومشاكلهم الخاصة. إننا نعيش في عصر فيه الكثير من الجوعى والنفوس الذليلة. عندما تُعلن للرب استعدادك لمساعدة الناس الجوعى والمذلولين روحياً سيطرق بابك الكثير منهم وسيدق جرس تليفونك كثيرين. ربما لا تكون مستشاراً روحياً ولكنك ستُدهش من أعداد الناس الذين يريدون التحدث معك.

 

المسيح قدم نفسه كأضحية، لكي نخلُص بحياتنا. ونحن عندما نقدم أنفسنا للأخرين ونخرج من دائرة راحتنا، هذا مكلف؟ نعم، ولكن سيجعلنا نساعد الناس في إيجاد الحياة، السلام، والشبع الحقيقي.
“ارْعَوْا رَعِيَّةَ اللهِ الَّتِي بَيْنَكُمْ نُظَّارًا، لاَ عَنِ اضْطِرَارٍ بَلْ بِالاخْتِيَارِ، وَلاَ لِرِبْحٍ قَبِيحٍ بَلْ بِنَشَاطٍ”

ليس كل الذين يؤمنون بالمسيح يريدوا أن يتحركوا من أماكن الراحة التي يعيشون فيها، فلا يحاولوا أن يصلوا للأخرين بالإخبار السارة على الاطلاق، لماذا؟؟ لأن الناس في العادة يقدمون بعض الإعتذارات حتى يبقوا أو يستمروا في اماكن الراحة لديهم. وأعذارهم قد تكون:

  • هذا ليس هو الوقت المناسب.
  • ليس عندي المعرفة الكافية.
  • لا أعلم ماذا سأقول؟
  • أنا خائف.

إن ادراكنا اهمية الهدف الحقيقي للحياة يجعلنا نحصل علي مميزات كثيرة:

  • تكون عاملاً مع الله في تحقيق المأمورية العظمى – تقوم بتسديد احتياجات الناس – مستخدم بيد الله القديرة – وكيلاً أميناً.
  • إنني أقول بكل تأكيد، وذلك لفائدتك الروحية: إنه ليس هناك هدف في الحياة أعظم من مشاركة الله في أهدافه وإعطاء نفسك للأخرين.

 

صلاة:

يارب أشكرك لأنني لم أُخلق عبثاً، لم تخلقني محض صدفة، وكذلك لا تريدني أن أحيا حياة بلا معنى، أنر عقلي لكي يدرك الهدف الذي قصدته لي، فأحيا وفق المشيئة الصالحة. ساعدني أن يكون هدفي ليس حياة اللهو واللعب، وإنما تميم خطتك الرائعة للبشر من خلالي. آمين

 

تطبيق:

هيا شارك الله في تحقيق أهدافه، وارع رعيته، بكل الحب والأمانة. إنطلق وتكلم مع من تقابلهم عن محبة المسيح وغفرانه. شارك على الأقل برسالة المسيح لاثنين من أصدقاءك كل أسبوع، وأعلم أنك تعمل مع الله.