التلميذ المتضاعف: “هو التلميذ الذي يشارك البشارة مع الاخرين ليربح النفوس، يبنيها ويتلمذها، فيُرسلها لتربح آخرين”

كتب والتر أ. هنريسكن؛ ذات يوم جلست وفكرت في أفظع وأسوأ شيء يمكن أن يحدث لي كمؤمن وتصورت أنه عندما أموت سوف يختلي بي الله جانباً ويقول لي دعني أبين لك ما الذي كان يمكن أن تكون حياتك عليه لو أنك فعلت ما طلبته منك فقط. لو أنك فقط كنت أمينا لي. لو أنك فقط ضبطت حياتك وجعلتها كما أردتها أن تكون؟ كم من أشياء رائعة،عظيمة، خارقة، سيريها لي وكان ممكن أن أحياها لو كنت أطعت الله.

“التلمذة هي عملية تكاثر وتضاعف إن تنفيذ رؤية مضاعفة التلاميذ يشكل الطريقة الوحيدة التي يمكن بها إنجاز المهمة العظمي التي أوكلها المسيح لنا”

  • عندما بذل يسوع حياته علي الصليب طوعاً واختياراً فإنه لم يمت من أجل سبب أو قضيه ما،بل مات من أجل الجنس البشري. وأثناء خدمته علي الارض فإنه أقام اثني عشر رجلاً ليكونوا معه وليرسلهم ليكرزوا للناس (مرقس14:3).
  • وأثناء خدمته علي الارض حمل يسوع العالم علي قلبه من خلال عيون تلاميذه الاثني عشر وقبل موته علي الجلجثه صلي من اجلهم في يوحنا 17.
  • وقبل صعوده أعطاهم الارسالية العظمي “فاذهبوا وتلمذوا جميع الامم وعمدوهم باسم الاب والابن والروح القدس”(متي 28:19)

ومن الواضح أن هذه الفكرة كانت علي قلب بولس الرسول عندما وصّي تيموثاوس ابنه في الإيمان “وَمَا سَمِعْتَهُ مِنِّي بِشُهُودٍ كَثِيرِينَ، أَوْدِعْهُ أُنَاسًا أُمَنَاءَ، يَكُونُونَ أَكْفَاءً أَنْ يُعَلِّمُوا آخَرِينَ أَيْضًا” 2تيموثاوس 2:2

  1. ما سمعته (أنت) تبين هذه الكلمه أهميه الفرد.من خلال اهتمام بولس بتيموثاوس
  2. ما سمعته (منّي) تبين أهمية العلاقة الشخصية والثقة المتبادلة بين بولس وتيموثاوس
  3. (أودعه) تبين إيداع بولس لهذه الثقة لتيموثاوس لكي يصنع تلاميذ آخرين.
  4. (أُناسا أُمناء) فإن عملية التلمذه تقوم علي هاتين الكلمتين: (أُناس –أُمناء).
  5. (أن يُعلّموا أخرين أيضاً) ومن هنا تنطلق عملية التلمذة . بولس يتكلم هنا عن الجيل الرابع ]بولس ثم تيموثاوس ثم أناس ثم آخرين[هي عملية نقل من حياة لحياة.

 

كيف يجب أن يكون الشخص الذي يقوم بعملية التلمذة:

  • أن يكون هدفه في الحياة نفس هدف الله الذي وضعه في الكتاب المقدس
  • “لكِنِ اطْلُبُوا أَوَّلاً مَلَكُوتَ اللهِ وَبِرَّهُ، وَهذِهِ كُلُّهَا تُزَادُ لَكُمْ” (متي 33:6) وذلك من خلال ملكوت الله وبره
  • أن يكون مستعداً لدفع أي ثمن لتتميم مشيئه الله في حياته
  • إنهلأمر حتميأن يشترك في احتمال المشقّات كجندي صالح (2تيموثاوس3:2)
  • أن يكون مُحِب لكلمة الله

هل لديك شهية لا تشبع من كلمه الله؟ هل أنت في حاجه ماسة لها كما لطعام الجسد؟ هل تخضع لسلطان كلمه الله؟ أم أنك تختار ما تؤمن به منها فقط وتطيعه؟ (أرميا16:15)

  • أن يكون له قلب الخادم

هل تمتلك شعار اخدم لتقود؟ إن هذه هي الطريقة التي كان يستخدمها يسوع مع تلاميذه عندما غسل أرجلهم (يوحنا 13). يقومالبعضفي تجنيد آخرين لمساعدتهمفيتحقيق رؤيتهم. ولكن صانع التلاميذ يستثمر حياته فيهم بطريقة تجعل لديهم نفس الرؤية، فينطلقوا ليضعوها أيضاً في آخرين.

  • أن لا يضع ثقته في الجسد

“فَإِنِّي أَعْلَمُ أَنَّهُ لَيْسَ سَاكِنٌ فِيَّ، أَيْ فِي جَسَدِي، شَيْءٌ صَالِحٌ”(رومية18:7) إن الإنهماك في الامور الدنيوية والثقة في الجسد مرتبطين ارتباطا وثيقاً.فإذا كنت تعتمد على ثقتك فى نفسك ؟ فأنت بذلك تؤكد على قدرتك فيتدبير أمور حياتك بدون الاعتماد على الله. وهذه أُولى درجات السقوط في فخ الكبرياء.

  • أن لا يكون لديه روح انفرادية

من المؤسف فى هذة الأيام أن نسمع كثيرا هذه العبارة (افعل الأشياء بنفسك) ولك انجاز. إن عمل الله هو عمل جماعى وهو يتم فى إنسجام مع الاخوة والاخوات فى الايمان الذين لديهم نفس الفكرة. ولايوجد مكان للانفرادية أو الإنفصالية. الله يبحث عن أُناس أُمناء مستعدين أن يُخضعوا أراءهم لمصلحة الفريق الذي يعملون معه.

  • أن يكون مُحِبّاً للناس

فبهذاهىالمحبةليسنحناحبنااللهبلهواحبناوارسلابنهكفارةلخطايانا لكي تكون مثل الله يجب أن تحب الناس لان الله يحب الناس والتلميذ هو الشخص الذي يهتم بحياة الناس. فالشخص الأمين هو الذي يحب الناس.

  • أن لا يسمح لنفسه بالخضوع للمرارة

قد تاتي المرارةإما نتيجة سوء معاملة حقيقةأو ومفترضة لا يهم أيهما. ربما يُسيءإليك شخص ما في الواقع ان انك تتصور انه قد اساء اليك فتلك الحالتين قد تسبب لك مراره وتاتي اصل المراره لاما من روح المنافسه او انقطاع الاتصال بينك وبين اخوتك المومنين أو الشعور بانك ظلمت وكثيرين من التلاميذ يفقدون فاعليتهم في المسيحية بسبب أصل المرارة لا بسبب أصل أي خطية أخري ( اقرأ عبرانين 15:12)

  • أن يتعلم كيف ينظم حياته ويضبطها

هل تعرف أن تضبط نفسك؟ هل تعرف أن تقول لا للإغراءات؟ لديك عادةولا تستطيعالتغلب عليها؟ لكنّ الله يريدك أن تكون منتصراً. الله أعطاك القوه من خلال الروح القدس وكل ماتحتاج أن تفعله هو أن تأخذ هذه القوة. وهذا يتطلب منك أن تكون مُنضبطاً. لا تلوم الله علي فشلك في أن تعمل ما تعرف أنه صواب.

فان التلميذ هو شخص منضبط وحياة الانضباط ليست حياة سهلة، فالله لم يعدنا ان تكون سهلة،ولكن وعدنا ان يكون معنا.

فالميدالية الذهبية تُعطى للرياضي الذي يبذل جهداً في التدريب والذي تعلم كيف يضبط نفسه والذي تعلم ان يقول لا للعديد من وسائل اللهو التي تُفسد حياته. الذي لديه هدفاً محدداً والذي صمم في نفسه أن ينجز ويتمم هذا الهدف.هذا الشخص هو يد الله.

لأي مدى ترى في نفسك صفات التلميذ الامين؟

صلاة:

يارب يامصدر كل حب، ساعدني أُحب الناس، أرى احتياجهم كما فعلت أنت عندما رأيت الناس كغنعم لا راعي لها، فتحننت عليهم، اعطني هذا القلب الذي يتحنن ويُشفق، قُدني إلى هؤلاء، كي أقدم لهم إله الحب. آمين

تطبيق:

تابع كل من قدمت لهم بشارة الإنجيل، اسأل عنهم، فهم منذ الآن أبناءك الذين أعطاك الله إياهم، لترعاهم وتُنميهم في معرفته. تقودهم لإكتشاف خطة الله العظيمة لحياتهم.