كلمه “تقديس” كانت في أصلها اليوناني تعني التخصيص. ونقصد بالصوم هنا الامتناع عن الطعام و الشراب،

لأننا لو اكلنا من بدء اليوم بدون انقطاع، لصرنا فقط نباتيين وليس صائمين . وحتي الصوم في اللغة هو

الإمتناع أو الإنقطاع عن قول او فعل ما. فلابد إذاً أن نمتنع عن الطعام لفترة معينة .

الصوم حرمان من بعض الاطعمة بتدرج حتى يصبح زهد اختيارى ليس اضعاف بل تدريب للجسد لانعاش

الروح، ووضع كل التركيز على الله لا على المأكل والمشرب. فالصوم ليس مجرد فرض نؤديه.

كان الكتبة والفريسيون (متى 6: 16-18) اذا صاموا لايغسلوا وجوههم حتى يظهروا للناس صائمين وينالوا

المديح من الناس، وبذلك اصبح صومهم بلا قيمة. ولكن السيد المسيح وضح كيفية الصوم واظهر لنا انه

علاقة حب شخصية بين الانسان والله فهو لا يريد الا قلبك وليس شكلك.

الصوم فى العهد القديم:

كانت خطية الانسان الاول موجهه ضد الصوم، وهكذا كان علي الإنسان منذ البدء أن يضبط جسده . فقد

تكون الشجرة “جيدة للكل ، وبهجة للعيون ، وشهية للنظر”( تك 3: 60). ومع ذلك يجب الإمتناع عنها.

فبالإمتناع عن الأكل يرتفع الإنسان فوق مستوي الجسد، ويرتفع أيضاً فوق مستوي المادة، وهذه هي

حكمة الصوم. مثال على ذلك
الصوم الذي صامه كل الشعب عندما وقع في ضيقة أيام الملكة أستير فصام الشعب حتي يصنع الرب

رحمة ( إس 4: 3، 16) . وصام الجميع بالمسوح والرماد والبكاء ، وسمع الرب لهم وأنقذهم.كما صام

الشعب كله بنداء عزرا الكاهن علي نهر أهوا متذللين أمام الرب ( عز 8: 21، 23)كذلك إجتمعوا كلهم

بالصوم مع نحميا وعليهم مسوح وتراب ( نح9: 1)وكذلك صام الشعب أيام يهوشافاط ( 2 أي 20: 3)

موسى ايضا صام 40 يوما قبل ان يعاين الله ويقبل الناموس (خروج 34: 28)ومن الأصوام الجماعية أيضاً

” صوم الشهر الرابع، وصوم الخامس ،وصوم الخامس، وصوم السابع، وصوم العاشر “( زك 8: 19)

أيضا دانيال والثلاثة فتية، وصيام أهل نينوي ( يونان 3)

الصوم فى العهد الجديد:-

قال السيد المسيح ” واما هذا الجنس فلا يخرج الا بالصلاة والصوم». ” متى 17: 21 ،أيضاً اختيار الخدام في

عهد الآباء الرسل كان مصحوباً بالصوم : ” وبينما هم يخدمون الرب ويصومون، قال الروح القدس:«افرزوا لي

برنابا وشاول للعمل الذي دعوتهما اليه». فصاموا حينئذ وصلوا ووضعوا عليهما الايادي، ثم اطلقوهما.

“( اع 13: 2، 3)وقيل عن القديس بطرس الرسول إنه ” جاع كثيرً واشتهي أن يأكل “( أع 10: 1). وفي

حديث القديس بولس الرسول عن خدمته هو وزملائه ، قال ” في تعب وكد ، في أسهار مراراً كثيرة ،

في جوع وعطش ، في أصوام مراراً كثيرة “( 2كو 11: 27) . وقال أيضا ” تدربت ان اشبع وان أجوع ”

( في 4: 12) .اشجعك على الانضمام معنا في كورس كيف انمو مع المسيح.

اختم معك عزيزى القارىء بقول لمار اسحق السريانى عن الصوم واهميته

” كل جهاد ضد الخطية وشهواتها لابد ان يبتدىء بالصوم خصوصا اذا كان الجهاد بسبب خطية داخلية “

كتب: كيرلس مجدي

المصدر: قراءات في كتب بستان الروح، وروحانية الصوم لقداسة البابا شنودة.