لقاءات مع المسيح … صنعت تغيرات في الحياة
هناك أشخاص تقابلوا مع المسيح خلال أحداث الصليب. ويبدو حسب الظاهر أن الصدفة هي من أتت بهم إلى هذا المشهد.لكن حياتهم لم تعد كما كانت بسبب المسيح.
مَلْخُسَ :
فعندما أتوا ليقبضوا على الرب يسوع في البستان؛فقد أتى مع الجنود، لمهمة محددة، لكنه وجد من جاء ليقبض عليه، هو من يٌبرئ أذنه.
نرى «بُطْرُسَ كَانَ مَعَهُ سَيْفٌ، فَاسْتَلَّهُ وَضَرَبَ عَبْدَ رَئِيسِ الْكَهَنَةِ، فَقَطَعَ أُذْنَهُ الْيُمْنَى. وَكَانَ اسْمُ الْعَبْدِ مَلْخُسَ.» (يوحنا 18: 10).فَأَجَابَ يَسُوعُ وقَالَ: «دَعُوا إِلَى هذَا!» وَلَمَسَ أُذْنَهُ وَأَبْرَأَهَا! (لوقا 22: 51)
بَارَابَاسَ :
كَانَ الْوَالِي مُعْتَادًا فِي الْعِيدِ أَنْ يُطْلِقَ لِلْجَمْعِ أَسِيرًا وَاحِدًا، مَنْ أَرَادُوهُ. وَكَانَ لَهُمْ حِينَئِذٍ أَسِيرٌ مَشْهُورٌ
يُسَمَّى بَارَابَاسَ.» (مت 27: 15، 16)«وَذَاكَ كَانَ قَدْ طُرِحَ فِي السِّجْنِ لأَجْلِ فِتْنَةٍ حَدَثَتْ فِي الْمَدِينَةِ وَقَتْل.» (لوقا 23: 19) «مُوثَقًا مَعَ رُفَقَائِهِ فِي الْفِتْنَةِ.»
(مرقس 15: 7).«وَلكِنَّ رُؤَسَاءَ الْكَهَنَةِ وَالشُّيُوخَحَرَّضُوا الْجُمُوعَ عَلَى أَنْ يَطْلُبُوا بَارَابَاسَ وَيُهْلِكُوا يَسُوعَ. فَأجَابَ الْوَالِي وَقَالَ لَهُمْ: «مَنْ مِنْ الاثْنَيْنِ تُرِيدُونَ أَنْ أُطْلِقَ لَكُمْ؟»فَقَالُوا: بَارَابَاسَ!
قَالَ لَهُمْ بِيلاَطُسُ: «فَمَاذَا أَفْعَلُ بِيَسُوعَ الَّذِي يُدْعَى الْمَسِيحَ؟» قَالَ لَهُ الْجَمِيعُ: «لِيُصْلَبْ!» (مت 27: 20- 22) .فهذا المجرم يمثل كل البشر، المحكوم عليهم بالموت. لا الجسدي فقط، بل الأبدي. لكن الرب يسوع له المجد، قد أخذ مكانه.«الْبَارُّ مِنْ أَجْلِ الأَثَمَةِ» (1 بطرس 3: 18).
سِمْعَانُ الْقَيْرَوَانِيُّ:
بعد ليلة مريرة من الآلام والعذاب، رأى الجنود أن يسوع منهك القوى«فَسَخَّرُوا رَجُلاً مُجْتَازًا كَانَ آتِيًا مِنَ الْحَقْلِ،
وَهُوَ سِمْعَانُ الْقَيْرَوَانِيُّ أَبُو أَلَكْسَنْدَرُسَ وَرُوفُسَ، لِيَحْمِلَ صَلِيبَهُ» (مرقس 15: 21)
فقد حمل الصليب مع المسيح، بالرغم من القسوة والألم والعار »إِنْ أَرَادَ أَحَدٌ أَنْ يَأْتِيَ وَرَائِي، فَلْيُنْكِرْ نَفْسَهُ
وَيَحْمِلْ صَلِيبَهُ كُلَّ يَوْمٍ، وَيَتْبَعْنِي.» (لوقا 9: 23)
اللص التائب:
كَانَ وَاحِدٌ مِنَ الْمُذْنِبَيْنِ الْمُعَلَّقَيْنِ يُجَدِّفُ عَلَيْهِ قَائِلاً: إِنْ كُنْتَ أَنْتَ الْمَسِيحَ، فَخَلِّصْ نَفْسَكَ وَإِيَّانَا. فَأجَابَ الآخَرُ
وَانْتَهَرَهُ قَائِلاً: أَوَلاَ أَنْتَ تَخَافُ اللهَ، إِذْ أَنْتَ تَحْتَ هذَا الْحُكْمِ بِعَيْنِهِ؟ أَمَّا نَحْنُ فَبِعَدْل، لأَنَّنَا نَنَالُ اسْتِحْقَاقَ مَا فَعَلْنَا،
وَأَمَّا هذَا فَلَمْ يَفْعَلْ شَيْئًا لَيْسَ فِي مَحَلِّهِ«. ثُمَّ قَالَ لِيَسُوعَ: «اذْكُرْنِي يَا رَبُّ مَتَى جِئْتَ فِي مَلَكُوتِكَ«.فَقَالَ لَهُ
يَسُوعُ: «الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: إِنَّكَ الْيَوْمَ تَكُونُ مَعِي فِي الْفِرْدَوْس«. (لوقا 23: 39- 43)
بالرغم من أنه بدأ في تعيير المسيح (متى 27: 44) لكنه، رأى في المسيح غفرانه لصالبيه، وأنه الرب، وله الملكوت، فآمن به في أخر لحظات حياته.
قائد المئة:
لَمَّا رَأَى قَائِدُ الْمِئَةِ الْوَاقِفُ مُقَابِلَهُ أَنَّهُ صَرَخَ هكَذَا وَأَسْلَمَ الرُّوحَ، قَالَ: «حَقًّا كَانَ هذَا الإِنْسَانُ ابْنَ اللهِ!« (مرقس
15: 39)بالرغم من أنه شخصًا لم يكن يعرف المسيح من قبل، ولم يكن من شعب الرب. لكنه آمن به عند
الصليب.فهو ينطبق عليه قول المسيح : «إِنَّ كَثِيرِينَ سَيَأْتُونَ مِنَ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِب وَيَتَّكِئُونَ مَعَ إِبْرَاهِيمَ
وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ،وَأَمَّا بَنُو الْمَلَكُوتِ فَيُطْرَحُونَ إِلَى الظُّلْمَةِ الْخَارِجِيَّةِ. « (مت 8: 11، 12)
وأنت؟
- قد تكون مثل ملخس: الذي أبرأه الرب بالرغم من عداوته له. فقد تكون تستفيد من خيره، لكنك بعيد عنه.
- أو باراباس: محكوم عليك بالقصاص الأبدي، والموت، لكن المسيح كان بديلاً عنه.
- أو سمعان: الذي سار مع المسيح وحمل الصليب واشترك في العار والألم.
- أو اللص التائب: الذي استغل الفرصة قبل موته، ولم يهتم بكل من حوله. فاستفاد بخلاص المسيح دونًا عن غيره، ممن بحسب الظاهر، كانوا أفضل منه.
- أو قائد المائة: الذي بالرغم من مركزه، شهد عن بر المسيح أمام جميع الواقفين، واعترف بالمسيح أنه الله.
فمن الممكن أن تكون الصدفة وحدها، هي ما جعلتك أن تقرأ هذه المقالة، لكن اعلم تمامًا إن كل شيء بترتيب الله، فلا شيء في حياتك صدفة.
فلا تهمل الفرصة، التي قد لا تتكرر.
فَكَيْفَ نَنْجُو نَحْنُ إِنْ أَهْمَلْنَا خَلاَصًا هذَا مِقْدَارُهُ؟» (عبرانيين 2: 3)
بقلم / مفدى نشأت
اضف تعليقًا
يجب logged in لكي تضيف ردا.