اشتد الصراع قديماً بين أميرين في الهند. وأخيراً حُسمت المعركة لصالح واحد منهما، وكانت العادة أن
يجلس الأمير المنتصر فوق فيل ضخم يتحرك به في شوارع مدينته وأمامه موكب من أسراه يسيرون
قدامه حُفاة الأقدام. وقبل أن يتحرّك الموكب دار بين الأمير المنتصر والأمير المنهزم هذا الحوار:
المنتصر:- اخلع ثياب المُلك وسر أمامي حافي القدمين مثلك مثل بقيَّة الأسرى.
المنهزم:- كيف يحدث لي هذا؟! كيف أسير حافي القدمين؟! أي كلمات سخرية سأسمعها؟!!
المنتصر:- بل أكثر من هذا سوف تحمل هذا الإناء الممتليء باللبن حتى حافته، وسوف يسير بجوارك
واحد من حُرَّاسي، وقد أمرته أن يقطع رأسك في الحال، إذا ما سقطت منك ولو قطرة واحدة من اللبن
على الأرض.وسار الموكب في شوارع المدينة وسط سخرية وصيحات الجميع .. إلى أن نجح الأمير المنهزم
في أن يحفظ حياته، فلم يدعْ قطرة واحدة من اللبن تسقط منه.وأحضروا الملك المنهزم مرة أُخرى أمام
الأمير المنتصر الذي بادر بالسؤال: “ماذا كان شعورك وأنت تسمع كلمات السخرية والتعيير من الجماهير؟!!”
فأجاب الأمير المنهزم: “لم أسمع شيئاً. لقد كنتُ بجملتي منشغلاً في إناء اللبن الذي سيُحدّد مصيري”.
عزيزي..
ربما تتعرض احيانا لاهانات، سخرية، أو اتهامات جارحة ليس لها هدف سوى أن تُفقدك سلامك الداخلي
وتشتت تركيزك من على هدفك.أدعوك الان ان تراجع المواهب التي بين يديك، أن تراجع هدف حياتك،
وارساليتك .. وأن تضع كل تركيزك فقط على “هدف حياتك” والمهمة التي أوكلك الله عليها ولا تدع شيء
أو شخص يضيع تركيزك ويشتتك عن ارساليتك.
كتب عماد منير
اضف تعليقًا
يجب logged in لكي تضيف ردا.