تتعدد مظاهر الحب، وتتعدد الطرق المعبرة عنه، ولكن كما قال حكيم الزمان، يظل الحب هو الشيئ الوحيد الذي لا تستطع
مياه كثيرة أن تُطفئه والسيول لاتغمره. فالحب ليس قاصراً بين رجل وإمرأة، بل هو يشمل المعمورة كلها، يتجلى الحب ويُرسِي
كل علاقة بين الخلائق،فالحب لن يكتمل إذا كان أحادي الإتجاه، فلابد من مُحب ومحبوب.
المحبة والتضحية :-
المحبة هى وحدها من أوجدت التضحية، فإن غاب الحب، ذهبت التضحية وذهب ايضاً معها الإنفاق والبذل والتقدير والتفاني
والأمانة والسهر والكد والجهد والعمل بل وقد تذهب الحياة برمتها، فحياة بلا حب، هو بمثابة جسد بلا روح.نتسابق في ذكرى
عيد الحب، كى نقدم الهدايا الثمينة مصحوبة بكم هائل من المشاعر التي نريد أن نغمر بها من نحبهم ونريد بقائهم بحياتنا
العمر كله. حب الزوجة في أن ترى نسلها في الحياة،
يجعلها تتحمل ما تعانيه من آلام رهيبة في الحمل والوضع. حب الآب لأسرته يجعله يتكبد عناء العمل والعرق، كى يدبر لهم
عيشة كريمة.ولكن أسمى معاني الحب هو أن لا نقدم الهدايا الغالية والثمينة، ولا المجهود والتعب والكد فقط، بل هو تقديم
الشخص نفسه لأجل من يُحب.فهناك من يبذل نفسه لأجل قضية ما، ويوجد من يبذل نفسه لأجل الوطن، وهذا ما نجده في الحروب.
ولكن من هو مصدر هذا الحب الذي نلمسه في كل وقت بالحياة؟ من وضع الحب؟
ومن الذي يعطي القدرة على أن نُحِب؟”الله”
في رسالة1 يوحنا 4:10 “هذه هي المحبة ليس اننا نحن احببنا الله بل انه هو احبنا وارسل ابنه كفارة لخطايانا”هذا الأمر جعل الله يتجسد بكلمته المسيح ليصنع لنا الصلح والخلاص .يوحنا 1: 14 “والكلمة صار جسدا وحلّ بيننا ورأينا مجده مجدا كما لوحيد من الآب مملوءا نعمة وحقا. “رومية 5: 10 “لانه ان كنا ونحن اعداء قد صولحنا مع الله بموت ابنه فبالأولى كثيرا ونحن مصالحون نخلص بحياته.
“الآن بعد ان تمم الرب يسوع المسيح ابن الله الفداء بنفسه لكي يوفي العدالة الإلهية ،دفع الثمن كاملاً بموته
الكفاري على الصليب مسدداّ دين الإنسان المستحق لمتطلبات العدالة الإلهية ،لأن كل واحد من بني البشر
عندما يخطئ فهو يخطئ الى الله خالقه ويتعدى ليس على اقوال الله العظيم القادر على كل شيء.
الغير محدود في جلاله وفي بهائه وفي صلاحه فحسب بل على ذات الله ،وكل مخالف يستحق عقاب بلا حدود يتناسب
مع تعديه على أمر ربه بل وعلى مركز وهيبة باريه ،لذا هبَّ المسيح المبارك من تلقاء نفسه ليدفع الثمن ويصنع لنا بشخصه
الغير محدود المصالحة ليمنح كل من يؤمن به الغفران الكامل والشامل لكل الخطايا السابقة واللاحقة.
رومية 8: 32 ” (الله) الذي لم يشفق على ابنه بل بذله لاجلنا اجمعين كيف لا يهبنا ايضا معه كل شيء”الله يحبك، ويريدك أن تتمتع معه بهذا الحب لتنال به الحياة الجديدة،بل وتقدر أن تنقل هذا الحب، لكل من حولك، فتكتمل المحبة التي يريدها الله،والتي نحن الأن نمارسها ونعيش بها. العالم يحب لأن الله محبة وعندما نقبل الله في قلوبنا يُصبح الحب هو حياتنا.
بقلم/سميرقصدالله
اضف تعليقًا
يجب logged in لكي تضيف ردا.