الأم هي رمز الحب والعطاء اللامحدود …والكرم والصبر والتضحية، إنها إحساس ظريف، وهمس لطيف،

وشعور دافئ بدمع زارف،الأم جمال وإبداع وخيال وإمتاع، الأم هي عطر يفوح شذاه وزهر يشم رائحته

الأبناء الأم دفء وحنان وجمال وأمان ومحبة ومودة ورحمة وألفة،الأم هي قسيمة الحياة وموطن الشكوى

وهى وتد البيت،الأم صفاء القلب ونقاء السريرة ووفاء وولاء وإحسان بل وتسلية.الأم عيوناً تبُثُّ الثقة، الحنو

يتدفق منها كنهر جارف. الأم نعم الجليس وخير الأنيس.

ألم الحبل والولادة:-

ولكن منذ فجر التاريخ والأم تقاصي الألام. ألم الحبل والولادة، بحسب ما عُوقِبَتْ من الله “تكثيراً أكثر أتعاب

حبلك بالوجع تلدين أولاداً” (تكوين16:3) جرّاء ما اقترفته من ذنب بإغواءها لآدم ليأكل من شجرة معرفة الخير

والشر،ولكن هل يتوقف الأمر عند حد الألم فحسب، أم هناك يلوح في الأفق رجاء من شأنه أن يخفف عنها

وطأة الألم لتتطلع بحبور وبهجة قلب إلى مولودها الجديد.فبمجرد رؤيتها لمولودها وهو خارج من أحشائها،

تنسى في التو زفرات ألمها وأهاتها وما عانته من أوجاع وقت الحمل والوضع.

اشجعك على الانضمام معنا في كورس كيف انمو مع المسيح.

الاحتفال بها :-

فعندما نحتفل بالأم في عيدها ونتسابق في تقديم الهدايا مصحوبة بتلك المشاعر التي إنبثقت منها

لأبنائها، تنسى الأم ويهون معها ما قدمته وما أنفقته وأنُفقت لأجله، نتيجة ما فعله الأبناء معها كحفظ

وعرفان بالجميل،وقتها فقط تشتم الأم رائحة عطائها وتفانيها طوال السنين.فمن رحم الألم والضيق يخرج

للحياة مولوداً جديداً، يُنسي الأم، ما تكبدته من حزن وضيق ووجع، فالحياة ليست حزناً فقط، إذ تتبعه أيضاً

البهجة والغبطة،وكل من يجحد ولا يشعر بجميل أمه معه، يُعد ناكر للجميل بل ويوصف بأنه ابن عاق.

المسيح قدم وبذل نفسه عن البشر، قد حمل في جسده إثم جميعنا، دُقت المسامير في يديه ورجليه

وعلق ليموت على الصليب وطعن بخنجر،اسمعه معي وهو يقول “كالماء انسكبت. انفصلت كل عظامي.

صار قلبي كالشمع. قد ذاب في‏ وسط امعائي. يبست مثل شقفة قوتي ولصق لساني بحنكي والى

تراب الموت تضعني.لانه قد احاطت بي كلاب. جماعة من الاشرار اكتنفتني. ثقبوا يدي ورجلي. أُحْصِي

كل عظامي. وهم ينظرون ويتفرسون فيّ، يقسمون ثيابي بينهم وعلى لباسي يقترعون”كل هذا لكى

ننال نحن الحياة الجديدة وننال بإسمه غفران للخطايا، فعل كل هذا لكى يرى نسلاً تطول أيامه ومن تعب

يديه يرى ويشبع، ماذا فعلنا إزاء ما فعل المسيح لأجلنا،هل اليوم نُقدر فعله معنا ونجعله ملكاً متوجاً على

الحياة، أم نتنكر له وننسى بل ونتناسى عن جهل، ونكون برفضنا لعمله الفدائي لأجلنا نصلبه كل يوم،

إذ نُقر أننا لا نريد أن هذا يملك علينا، “فكيف ننجو نحن إن أهملنا خلاصاً هذا مقداره” اليوم تستطيع أن

تتمتع بمحبته، إذ تقبله رباً ومخلصاً لك فتولد من جديد، وتنعم معه بحياة جديدة، كما هو مذكور في كلمة

الله:”وأَمَّا كُلُّ الَّذِينَ قَبِلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَانًا أَنْ يَصِيرُوا أَوْلاَدَ اللهِ، أَيِ الْمُؤْمِنُونَ بِاسْمِهِ”

بقلم / سمير قصدالله