أولاً: معرفة اختباريه بالمسيح يسوع كالمخلص
يحكى أن بائع أعشاب طبية لعلاج السعال كان يتجول فى قرية لصعيد مصر وبينما هو ينادي ويدعو الناس أن يشتروا منه الدواء كان يسعل بشدة وينادي ويقول عندي الدواء لشفاء الناس من السعال والكحة والبرد، وكان يخرج من فمه الكثير من البلغم الأخضر والأصفر فتجمع الأولاد من حوله وهم يقولون بصوت عال يا كذاب اشف نفسك أولاً ثم تعال لتبيع العلاج ويقولون:
يا أيها الرجـــل المعـلم غيره — هلا لنفسك كان ذا التـعليمتصف الدواء لذي السقام وذي العنا — كيما يصح به وأنت سقيم
يجب أننا نتكلم بما نعلم ونشهد بما رأينا “الحق الحق أقول لك إننا إنما نتكلم بما نعلم ونشهد بما رأينا ولستم تقبلون شهادتنا” (يوحنا 11:3) ، ومعروف أن فاقد الشيء لا يعطيه، فيجب على من يقوم بهذا العمل أن يكن قد أختبر خلاص المسيح وتأكد من نواله الحياة الأبدية “كتبت هذا إليكم أنتم المؤمنين باسم ابن الله لكي تعلموا أن لكم حياة أبدية ولكي تؤمنوا باسم ابن الله” (1يوحنا 13:5)، فلقد قال الرسول بولس “فإذ لنا روح المكتوب عينه حسب المكتوب آمنت لذلك تكلمت نحن أيضاً نؤمن ولذلك نتكلم أيضاً” ( 2كورنثوس 13:4 ).
ثانياً: جعل العمل الفردي أسلوب حياة
تكلمنا عن هذا العامل في الدرس 24 ولكن لأهمية هذا الأمر سأشاركك مرة أخرى عنه. كان المريض الشيخ ينام بمفرده على فراش الموت في دار الرعاية ولما زاره صديقه القديم حزن الصديق وفوجىء بتدهور صحة صديقه فقال له: لقد تغيرت كثيراً في هذه الشهور الأخيرة، أجابه صديقه المريض: نعم، بل كل يوم أتغير وربما بعد ساعات سأموت ويكفنوني بعد أن يغسلونني ويضعونني في صندوق وأدفن ليوارى جثماني الثري هذه قصة حياتي القصيرة يا صديقي وأنا أعلم ذلك جيداً. صمت الصديق وخيم الوجوم على وجهه وهو يسمع ذلك من صديقه الذي كان يحتضر، ولكن صديقه المريض أبتسم أبتسامة يملؤها الرجاء الحي وقال: دعني أكمل لك الجزء الأهم من قصة حياتي: فبعدما أرقد هنا وفي نفس لحظة موتي سأذهب للسماء، للفردوس مع المسيح لأبقى معه إلي أبد الآبدين، هذا الجزء الأهم والمعزي في القصة وبعد أن يفنى جلدي هذا وبدون جسدي أرى الله (أيوب26:19) وهناك في السماء سيغير الرب جسدي هذا ليكون على صورة جسد المسيح (فليبي21:3) ، صمت الصديق المريض من حديثه، ثم ركز نظره عليه وسأله بنبرة جدية ممتلئة بالحنان: صديقي الغالي لقد كنا هنا أصدقاء دائماً فهل ستلحقني وأراك لنكون معاً مع المسيح هناك في السماء؟؟، وصلى صديقه معه وربحه للمسيح، وبعدها بساعات قليلة سافر ليكون مع المسيح. كان كلاي ترمبل لمدة 50 عاما، يعتبر أن كل مره يكون فيها على انفراد مع أي إنسان فرصه رائعة وهكذا ربح هذا المؤمن الكثيرين للمسيح “نائلين غاية إيمانكم خلاص النفوس” (1بطرس 9:1) .
عوامل نجاح العمل الفردي: اسمح لي مرة أخرى أن أكرر لك أن أهم عامل على وجه الإطلاق لنجاح العمل الفردي هو أن تكن منشغل بهذا العمل ويكون على قلبك من الصباح للمساء كل يوم.
أي أن العمل الفردي يكون أسلوب حياة “كيف لم اؤخر شيئا من الفوائد إلا وأخبرتكم وعلمتكم به جهرا وفي كل بيت. شاهدا لليهود واليونانيين بالتوبة إلى الله والإيمان الذي بربنا يسوع المسيح” (أعمال20:20-21) ، “لذلك اسهروا متذكرين أنى ثلاث سنين ليلاً ونهاراً لم أفتر عن أن أنذر بدموع كل واحد” (أعمال 31:20) وأن لا يفتر هذا الشوق أبداً، هذا ما يسمى بلهيب رابح النفوس فإن كان الرب “الصانع ملائكته رياحاً وخدامه ناراً ملتهبة” (مزمور 104 : 4)، وهذه الملائكة الملتهبة التي تخدمه لم يمت الرب لأجلها فكم بالأحرى يجب أن نكن نحن ملتهبين فى حبنا للرب وغيرتنا له “اجعلني كخاتم على قلبك كخاتم على ساعدك لأن المحبة قوية كالموت الغيرة قاسية كالهاوية لهيبها لهيب نار لظى الرب” (نشيد 8 :6 ).لقد دعانا المسيح لا أن نأتي اليه فقط، بل أن نذهب أيضًا من أجله للتعلم كيف تشارك رسالة المسيح اضغط هنا
ثالثاً: محبه قلبيه للمسيح وللنفوس
سأل الجنرال وليم بوث مؤسس جيش الخلاص أحد المؤمنين الشيوخ الأتقياء: لا أدري ماذا أفعل لهذا المكان لقد جربت الوعظ والصلاة والترنيم ولا يزال الناس قساة جداً فماذا أفعل؟!، فأجابه الشيخ: جرب الدموع وكم من نفوس جاءت للمسيح بالعمل الفردي إذ رأت دموع من يتحدث معها. لو كانت محبتنا للمسيح حقيقية فسوف نحفظ وصاياه ونطيعه (يوحنا 15:14 (يوحنا 10:15) (1كورنثوس 8:13) (2كورنثوس 14:5) . ولقد أوصانا أن نذهب ونخبر النفوس بالمسيح وعمله “فاذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الاب والابن والروح القدس” (متى 19:28) ، (مرقس 15:16) ، “لأن محبة الله قد انسكبت فى قلوبنا بالروح القدس” (روميه 5:5) فيجب أن هذه المحبة تنسكب. كتب الدكتور يوسف كلارك بأمريكا ترنيمة المحبة لربح النفوس على نمط (1كورنثوس13) فقال: أن كنت أتكلم بألسنة العلم الكتابي واللاهوتي وأن استعملت أحدث طرق الوعظ، وفشلت في ربح النفوس للمسيح فأنا كصوت زئير الرياح في الصحراء، ولو حصلت على كل الدورات التدريبية في الخدمة وأفهم كل أسرار علم النفس والمشورة ولو كان ليَ أدراك بكل العقائد والمعتقدات الكنسية ولا أبذل نفسي في ربح الآخرين للمسيح فأنا كمجرد سحاب أو ضباب يتحرك فوق البحار، ولو قرأت كل ما كتب عن عوامل نجاح الخدمة الروحية وحضرت كل المجامع والمؤتمرات الكونية وسمعت أشهر الوعاظ والمبشرين والمعلمين وتقابلت مع أشهر رجال الدين المسيحي في العالم ولم أربح النفوس للمسيح فلا أنتفع شيئاً، إن رابح النفوس يحتمل كل شئ ولا يحسد من يربح نفوس أكثر منه ولا يطلب راحته ولا يحتد ويحتمل كل شئ ويرجو كل شئ ويصبر على كل شئ أما الآن فتثبت المعرفة الكتابية والوسائل المفيدة في الخدمة وربح النفوس للمسيح هذه الثلاثة ولكن أعظمهن ربح النفوس للمسيح لأن لهذا الغرض أبقانا الرب على الأرض وهذا الغرض نتيجة أبدية، وهذا أعظم ترجمة للحب للرب وللنفوس من قلوبنا للآخرين فليست هناك قوه رابحه للنفوس أكثر من المحبة التي لا تسقط أبدا. فإن امتلئ قلبي بالمحبة للرب فسأحب النفوس وإن أحببت النفوس فلن تهدأ نفسي وأنا أراهم يهلكون أبديا وحبي لهم سيجعلهم هم أيضا ينجذبون إلى ليسمعوا عن الله ومحبته “وكان جميع العشارين والخطاة يدنون منه ليسمعوه فتذمر الفريسيون والكتبة قائلين هذا يقبل خطاة ويأكل معهم” (لوقا1:15،2) ، “محب للعشارين والخطاة” (لوقا 34:7).
لاكمال باقي العوامل اضغط هنا
اضف تعليقًا
يجب logged in لكي تضيف ردا.