نقرأ  مكتوب: هنا يرقد جسد فلان.

وأما عند قبر المسيح، فنقرأ هذا القول: «لَيْسَ هُوَ ههُنَا، لأَنَّهُ قَامَ كَمَا قَالَ!”» (متى 28: 6) .فإن انكار حقيقة القيامة تعني انكار عمل الصليب ذاته. بل إن من ينكرها يتهم المسيح، بأنه غير صادق،و«حَاشَا! بَلْ لِيَكُنِ اللهُ صَادِقًا وَكُلُّ إِنْسَانٍ كَاذِبًا.» (رومية 3: 4).إذ كان قد قال كثيرًا: «أَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ يَذْهَبَ إِلَى أُورُشَلِيمَ وَيَتَأَلَّمَ كَثِيرًا مِنَ الشُّيُوخِ وَرُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَالْكَتَبَةِ، وَيُقْتَلَ، وَفِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ يَقُومَ.» (متى16: 21)

وقد قال بولس، من كان يضطهد المسيحيين، ثم تغّير بعدما تقابل معه المسيح؛ ليكون أعظم مبشر بالمسيحية:

«إِنْ لَمْ يَكُنِ الْمَسِيحُ قَدْ قَامَ، فَبَاطِلَةٌ كِرَازَتُنَا وَبَاطِلٌ أَيْضًا إِيمَانُكُمْ، وَنُوجَدُ نَحْنُ أَيْضًا شُهُودَ زُورٍ للهِ، لأَنَّنَا شَهِدْنَا مِنْ جِهَةِ اللهِ أَنَّهُ أَقَامَ الْمَسِيحَ وَهُوَ لَمْ يُقِمْهُ، إِنْ كَانَ الْمَوْتى لاَ يَقُومُون. لأَنَّهُ إِنْ كَانَ الْمَوْتى لاَ يَقُومُونَ، فَلاَ يَكُونُ الْمَسِيحُ قَدْ قَامَ. وَإِنْ لَمْ يَكُنِ الْمَسِيحُ قَدْ قَامَ، فَبَاطِلٌ إِيمَانُكُمْ. أَنْتُمْ بَعْدُ فِي خَطَايَاكُمْ!» (كورونثوس الأولى 15: 14- 17)

فى الواقع لو كان المسيح قد مات، ولم يقم من الأموات، لكان بطلاً شجاعًا ضحى بحياته من أجل تابعيه. ولم يبق علينا إلا أن نحتفظ بجثمانه وعظامه ونزوره كل عام لنتذكر ذلك اليوم الذى غلبه فيه الموت وهزمه ..

 لكن فى الحقيقة إن قيامة المسيح هى:

عقيدة ثابتة فى إيماننا المسيحى « إِنْ لَمْ يَكُنِ الْمَسِيحُ قَدْ قَامَ، فَبَاطِلَةٌ كِرَازَتُنَا وَبَاطِلٌ أَيْضًا إِيمَانُكُمْ» (1كو 15 : 14)
تأكيد غفران خطايانا : « وَإِنْ لَمْ يَكُنِ الْمَسِيحُ قَدْ قَامَ، فَبَاطِلٌ إِيمَانُكُمْ. أَنْتُمْ بَعْدُ فِي خَطَايَاكُمْ!» (1كو 15 : 17)
لو لم يقم المسيح لصرنا أشقى جميع الناس: « إِنْ كَانَ لَنَا فِي هذِهِ الْحَيَاةِ فَقَطْ رَجَاءٌ فِي الْمَسِيحِ، فَإِنَّنَا أَشْقَى جَمِيعِ النَّاسِ. » (1كو 15 : 19)

براهين صحة القيامة:

شهادة الكتاب المقدس نفسه: وهي وحدها تكفي.فالمسيح شهد عدة مرات عن موته وقيامته: (متى 16: 21؛ 17: 22، 23؛ 20: 18، 19؛  لوقا 24: 44- 46؛ لوقا 24: 44- 46؛ يوحنا 10: 17، 18). وغيرها كثيرًا.

ظهورات المسيح بعد القيامة:

لأفراد : مريم المجدلية – بطرس – يعقوب. لأثنين : للمريمتين – لتلميذى عمواس.لسبعة : على بحر طبرية. لعشرة تلاميذ بدون توما. للأحد عشر تلميذ فى العلية فى أورشليم. للأحد عشر فى الجليل.للأحد عشر لمدة 40 يوم. لأكثر من 500 مؤمن دفعة واحدة.

تاريخيًا:

يقين المسيحيين بقيامة المسيح منذ القرون الأولى.  قال القديس بوليكاربوس: “من ينكر قيامة المسيح، فهو من أتباع الشيطان.”
مجمع نيقية: سنة 325 م.  وحضره 318 أسقفًا من كل العالم.  حيث وضعوا قانون الإيمان، الذي فيه: “وقام من بين الأموات في اليوم الثالث”.
تخصيص يوم الأحد للعبادة:فقد قال القديس أغناطيوس: “يوم الأحد هو الذي نهضت فيه حياتنا بواسطة قيامة المسيح”.
عيد القيامة: منذ القرون الأولى يعيد المسيحيون بعيد القيامة.  ولقد ذكر أوسيوس) المؤرخ الشهير في القرن الرابع)

أن أسقف أزمير زار أسقف روما سنة 160م لتحديد موعد لعيد القيامة.
التحية المسيحية القديمة منذ القرون القديمة: “أخرستوس آنستى”ومعناها (المسيح قام) وجوابها: “أليثيوس آنستي” وتعني: “حقا قام” .

شهادة الآثار:

القبر الفارغ و هو موجود حتى الآن.  فنحن المسيحيون لا نتبع أنبياء قهرهم الموت وأكلهم الدود،بل نتبع مسيحًا حيًا، قبره فارغ؛ لأنه قام وتحول هذا القبر إلى كنيسة القيامة.المخطوطات التي تؤكد صدق الكتاب المقدس وبالتالي صدق القيامة.الصور والنقوش القديمة منذ القرون الأولى تحكى قصة الصلب والدفن والقيامة.

أدلة منطقية:

* شجاعة التلاميذ حتى الاستشهاد، قارن خوفهم قبل القيامة « وَلَمَّا كَانَتْ عَشِيَّةُ ذلِكَ الْيَوْمِ، وَهُوَ أَوَّلُ الأُسْبُوعِ،

وَكَانَتِ الأَبْوَابُ مُغَلَّقَةً حَيْثُ كَانَ التَّلاَمِيذُ مُجْتَمِعِينَ لِسَبَبِ الْخَوْفِ مِنَ الْيَهُودِ، جَاءَ يَسُوعُ وَوَقَفَ فِي الْوَسْطِ،

وَقَالَ لَهُمْ: «سَلاَمٌ لَكُمْ!«  (يوحنا19:20)

مع بعد قيامة المسيح: في سفر الأعمال نجد بطرس من كان قد أنكر المسيح أمام جارية

يقول الآن: « فَوَقَفَ بُطْرُسُ مَعَ الأَحَدَ عَشَرَ وَرَفَعَ صَوْتَهُ وَقَالَ لَهُمْ: «أَيُّهَا الرِّجَالُ الْيَهُودُ وَالسَّاكِنُونَ فِي أُورُشَلِيمَ أَجْمَعُونَ، لِيَكُنْ هذَا مَعْلُومًا عِنْدَكُمْ وَأَصْغُوا إِلَى كَلاَمِي، … فَيَسُوعُ هذَا أَقَامَهُ اللهُ، وَنَحْنُ جَمِيعًا شُهُودٌ لِذلِكَ. … فَلَمَّا سَمِعُوا نُخِسُوا فِي قُلُوبِهِمْ، وَقَالُوا لِبُطْرُسَ وَلِسَائِرَ الرُّسُلِ: «مَاذَا نَصْنَعُ أَيُّهَا الرِّجَالُ الإِخْوَةُ؟» فَقَبِلُوا كَلاَمَهُ بِفَرَحٍ،وَاعْتَمَدُوا، وَانْضَمَّ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ نَحْوُ ثَلاَثَةِ آلاَفِ نَفْسٍ.» (أعمال الرسل 2: 14- 47).

وغيرها من مواقف عدة حتى يومنا هذا!

* إصرارهم على الشهادة بالقيامة، وتعليمهم بأن القيامة هي أساس الإيمان المسيحي؛رغم ما عانوه من الاضطهاد: « فَأَجَابَهُمْ بُطْرُسُ وَيُوحَنَّا وَقَالاَ: «إِنْ كَانَ حَقًّا أَمَامَ اللهِ أَنْ نَسْمَعَ لَكُمْ أَكْثَرَ مِنَ اللهِ، فَاحْكُمُوا.لأَنَّنَا نَحْنُ لاَ يُمْكِنُنَا أَنْ لاَ نَتَكَلَّمَ بِمَا رَأَيْنَا وَسَمِعْنَا. » «وَكَانُوا يَتَكَلَّمُونَ بِكَلاَمِ اللهِ بِمُجَاهَرَةٍ.» (أعمال 4)

« وَدَعُوا الرُّسُلَ وَجَلَدُوهُمْ، وَأَوْصَوْهُمْ أَنْ لاَ يَتَكَلَّمُوا بِاسْمِ يَسُوعَ، ثُمَّ أَطْلَقُوهُمْ.وَأَمَّا هُمْ فَذَهَبُوا فَرِحِينَ مِنْ أَمَامِ الْمَجْمَعِ، لأَنَّهُمْ حُسِبُوا مُسْتَأْهِلِينَ أَنْ يُهَانُوا مِنْ أَجْلِ اسْمِهِ. وَكَانُوا لاَ يَزَالُونَ كُلَّ يَوْمٍ فِي الْهَيْكَلِ وَفِي الْبُيُوتِ مُعَلِّمِينَ وَمُبَشِّرِينَ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ.» (أعمال 5: 40- 42).

نتائج القيامة:

القيامة ليست فقط ذكرى لماضي.  بل هي واقع مُعاش وسلوك وحياة يومية

« كَمَا أُقِيمَ الْمَسِيحُ مِنَ الأَمْوَاتِ، بِمَجْدِ الآبِ، هكَذَا نَسْلُكُ نَحْنُ أَيْضًا فِي جِدَّةِ الْحَيَاةِ؟ لأَنَّهُ إِنْ كُنَّا قَدْ صِرْنَا مُتَّحِدِينَ مَعَهُ بِشِبْهِ مَوْتِهِ، نَصِيرُ أَيْضًا بِقِيَامَتِهِ.» (رومية 6 : 4 ، 5)
قيامة المسيح تهبنا التبرير من خطايانا: «الَّذِي أُسْلِمَ مِنْ أَجْلِ خَطَايَانَا وَأُقِيمَ لأَجْلِ تَبْرِيرِنَا.» (رومية 4 : 25)
القيامة برهنت أن المسيح هو ابن الله بالحقيقة: تَعَيَّنَ (تبرهن) ابْنَ اللهِ بِقُوَّةٍ مِنْ جِهَةِ رُوحِ الْقَدَاسَةِ، بِالْقِيَامَةِ مِنَ الأَمْوَاتِ: يَسُوعَ الْمَسِيحِ رَبِّنَا. » (رومية 1 : 4)
قيامة المسيح أكدت قيامتنا فى اليوم الأخير: ” الآنَ قَدْ قَامَ الْمَسِيحُ مِنَ الأَمْوَاتِ وَصَارَ بَاكُورَةَ الرَّاقِدِينَ.

[أي أول الراقدين الذي قام قيامة لا يتبعها موت مرة أخرى] فَإِنَّهُ إِذِ الْمَوْتُ بِإِنْسَانٍ [ أي بآدم دخل الموت للبشر ]بِإِنْسَانٍ أَيْضًا [ أي بتجسد المسيح ] قِيَامَةُ الأَمْوَاتِ.  لأَنَّهُ كَمَا فِي آدَمَ يَمُوتُ الْجَمِيعُ، هكَذَا فِي الْمَسِيحِ سَيُحْيَا الْجَمِيعُ. (1 كورونثوس 15 : 20 – 22)

ماذا عليّ أن أفعل نتيجة قيامة المسيح؟

أتمسك بالمسيح الحي: الذى وهبني بموته حياة، وبقيامته رجاء وعربون فى الأبدية.  فأنار الحياة والخلود ..أثق فى صدق الكتاب المقدس: الذي علمن أن المسيح حي، وأعظم من الموت ..أرفض الخطية التى ثمنها الموت: فأنا أتبع المسيح الحي الذي انتصر على الموت ..أخبر الجميع عن المسيح الذى هو بالحق أقوى وأعظم من الموت .. فأخبرهم عن رجاء الحياة الأبدية
أنتظر الأبدية المجيدة التى هى مسكن الله مع البشر لأتمتع به كل حين ..

صلاة

 [ أشكرك يا سيدى القدوس .. فأنت أقوى من الموت .. فلقد قمت ناقضًا أوجاع الموت .. فلم يعد للقبر عذاب ..

ولا للموت أوجاع .. إذ قد أنتصرت على الموت وأنرت ليَّ الحياة، وفتحت باب الخلود بواسطة موتك وقيامتك .

أعطني أن أعيش فى روح القيامة والنصرة على موت الخطية .. فأحيا غالبًا منتصراً على ذاتي وشهواتي.

 أعطني أن أخبر الكل عن قيامتك .. نعم .. فأنت : أقوى من الموت .. آمين .]

وأخيرًا، قبل أن أتركك أُذكرك بـأنه منذ ألفي عام؛

قَالَ يَسُوعُ: «أَنَا هُوَ الْقِيَامَةُ وَالْحَيَاةُ. مَنْ آمَنَ بِي وَلَوْ مَاتَ فَسَيَحْيَا، وَكُلُّ مَنْ كَانَ حَيًّا وَآمَنَ بِي فَلَنْ يَمُوتَ إِلَى الأَبَدِ. أَتُؤْمِنِينَ بِهذَا؟» (يوحنا 11: 25، 26)

وأنا بدوري أسألك: أتؤمن بهذا؟!

بقلم / مفدى نشأت