تغيرت حياتى:-

فيما بعد، بعد مرورسنوات عديدة، كنت ذات مرة فى مناظرة مع مدير قسم التاريخ بإحدى الجامعات، وقلت

له إن حياتى قد تغيرت. فقاطعنى صائحاً:- “أتريد أن تقنعنا أن الله قد غير حياتك بالفعل، ونحن فى القرن

العشرين؟ وما هى النواحى التى حدث بها هذا التغيير المزعوم؟”

وكانت إجابتى كالتالى:أول ناحية للتغيير هو ارتباك ذهنى بأمور كثيرة وصراعات متعددة، حتى لكأننى

طاحونة تدور مع الريح طول الوقت، مما كان يعوقنى عن استذكار دروسى الجامعية. فمنذ أن أخذت قراراً

بتبعية المسيح وسلمت له حياتى، أصبح لدىَّ سلام عقلى. لم تتلاشَ الصراعات من حياتى، لكنى أصبحت

أعرف أن أتعامل معها بهدوء، دون ارتباك. إننى لا أضحى بهذا السلام مقابل أى شىء آخر فى العالم.

وثانى ناحية هو سوء طباعى. كنت أنفجر غضباً لأقل إحساس بالإهانة أو الإساءة، حتى أننى كدت أن

أقتل زميل لى وأنا بسنتى الأولى بالكلية. كانت طباعى جزءاً منى حتى أننى لم أفكر أنها يمكن أن تتغير.

تغيرات حقيقية :-

لكنها تغيرت بنعمة المسيح، حتى أننى لم أنفجر غضباً إلا مرة واحدة فقط طوال الأربعة عشر عاماً الماضية.

وهناك ناحية ثالثة تغيرت فىَّ – والكثيرون يودون لو يحدث لهم التغيير الذى حدث لى بخصوصها – ألا وهى

الكراهية. لكنى وجدت مصدر التغيير الأكيد: “العلاقة مع يسوع المسيح”. كان بداخلى العديد من مشاعر

الكراهية نحو الناس، ونحو الأشياء، ونحو الظروف. لكن كان هناك شخص كرهته أكثر من أى أحد آخر: إنه

أبى! لقد كان سكير البلدة. وكان أصدقائى يسخرون منه غير عالمين أن ذلك يضايقنى، فقد كنت أشاركهم

الضحك فى الظاهر، لكنى كنت أبكى من الداخل. كان أبى يضرب أمى ضرباً مبرحاً بسبب سكره. وعندما

كان يأتينا بعض الأصدقاء لزيارتنا، كنت أقيد أبى بإحكام وأخفيه عن العيون حتى لا يتسبب بإحراجنا.لكن

عندما سلمت حياتى للمسيح، حوَّل الكراهية بداخلى إلى حب، حتى أنه صار بإمكانى أن أنظر إلى أبى

وأقول له بصدق:- “أبى، إننى أحبك”. بل إننى قمت بعدة أمور لأساعده على أن يتغير إلى الأفضل.

إنه يغير حياة الناس:-

وسألنى أبى يوماً قائلاً:- “قل لى يا بنى، كيف تستطيع أن تحب أباً مثلى؟”

أجبته قائلاً:- “اسمع يا أبى، منذ ستة شهور كنت أحس بالخزى لأنك أبى، لكن منذ أخذت القرار باتباع

المسيح، تغيرت حياتى تغيراً لا أعرف كيف أصفه لك، لكنه ملأ قلبى بطاقة حب كبيرة لك، ولغيرك من

الناس أيضاً، بل وصرت أقبل الجميع كما هم، مهما كانت عيوبهم”.وبعد خمس وأربعين دقيقة من هذا

الحوار، شهدت أكبر الأحداث إثارة فى حياتى، إذ فوجئت بأبى يأتينى قائلاً:- “يا بنى، لو كان الله يستطيع

أن يفعل بحياتى ما رأيته يفعل بحياتك، فأنا أريد أن أعطيه الفرصة لذلك”.وصلَّى أبى معى واثقاً أن الله

سيمنحه غفران خطاياه.عادة، يحدث التغيير بعد أيام، أسابيع، شهور، أو حتى سنة. أما فى حالة أبى،

فقد حدث التغيير فوراً أمام عينىّ. كأنه انتقل من حجرة مظلمة إلى حجرة مضيئة. كان أسرع تغيير أشاهده

فى حياتى. لم يقرب أبى الخمر بعد ذلك.

النتيجة الأكيدة هى: “إن العلاقة مع الرب يسوع تغير الحياة”.

يمكنك أن تسخر من الإيمان المسيحى كما تشاء، لكن هذا لن ينفى الحقيقة: “إنه يغير حياة الناس”.

إن آمنت بيسوع يمكنك أن تراقب أفعالك وسلوكك لتتأكد من التغيير الذى يجريه فى حياتك.لكن الإيمان

بالمسيح ليس أمراً يمكننى أن أفرضه على أحد. كل ما يمكننى عمله هو أن أخبركم بما تم معى، وبعدها

يكون القرار قراركم.اشجعك على الانضمام معنا في كورس كيف انمو مع المسيح.

وأخيراً، فربما تساعدكم الصلاة التى تلوتها على اتخاذ القرار:-

“ربى يسوع ، إنى أحتاج إليك. أشكرك لأنك مت على الصليب من أجلى. سامحنى وطهرنى. إنى أؤمن

بك منذ هذه اللحظة سيداً ومخلصاً لى. اجعلنى الشخص الذى خلقتنى لأكونه. فى اسم المسيح. آمين.

يمكنك الاطلاع على الجزء الاول من المقال من خلال هذا الرابط .