هل سبق أن قلت لنفسك:- “أنا أكره حياتى”؟عند هذا التساؤل، ربما تتغير حياتك إلى الأبد.لطالما
تمنيت أن أكون سعيداً، بل أن أكون أسعد الناس جميعاً على الأرض. ولطالما رغبت أيضاً فى اكتشاف
معنى حياتى، وبحثت طويلاً عن إجابات للأسئلة التالية:-
- – “من أنا؟”
- “لماذا أنا موجود فى هذه الحياة؟”
- “إلى أين أنا ذاهب؟”
بل وأكثر من ذلك، لقد كنت أتوق دائماً إلى أن أكون حراً. والحرية بالنسبة لى ليست هى أن أعمل ما
أريد أن أعمل، بل أن أعمل ما يجب علىَّ أن أعمله.معظم الناس يعرفون ما يجب عليهم عمله، لكنهم
ليست لديهم القدرة على القيام بعمله.لذا، رحت أتساءل: أين يمكننى أن أجد تغييراً إيجابياً؟
يبدو أن بداخل كل واحد منا نزعة دينية. وهكذا، قررت الذهاب إلى الكنيسة. كنت أداوم على حضور
الاجتماعات نهاراً وليلاً، لكن، يبدو أننى ذهبت إلى الكنيسة الخطأ، فقد أحسست أننى أسوأ حالاً.
وبما أننى شخص عملى، فلقد تركت الكنيسة، وأزحت الدين عن تفكيرى.
يجلب السعادة:-
ثم فكرت أنه قد يكون المركز الاجتماعى هو الذى يجلب السعادة. أن تكون قائداً وتكون لك شعبية.
وهكذا، ذهبت إلى الجامعة التى أعمل بها ورشحت نفسى لعضوية مجلس الجامعة. وتم انتخابى.
وكانت النتيجة دخولى فى حلقة مفرغة من الأعباء والمسئوليات.ووسط كل مشغولياتى وأعبائى،
لاحظت مجموعة صغيرة من الطلبة وأعضاء هيئة التدريس بهم شىء مختلف عن الآخرين. إنهم يبدون
واثقين من معتقداتهم، ويبدون عالمين إلى أين هم ذاهبون. إنهم لا يتكلمون فقط عن الحب، بل يمارسونه.
إنهم ينعمون بسلام قلبى يجعلهم يرتفعون فوق الظروف الصعبة ومشاكل الجامعة، بينما الآخرون يئنون
تحت وطأتها.إنهم يمتلكون مصدراً داخلياً ثابتاً للفرح، فهم فرحون على الدوام.إن لديهم شىء ليس
عندى.”الحرية بالنسبة لى هى أن أفعل ما أنا عالم بوجوب فعله. معظم الناس يعلمون ما عليهم فعله،
لكن ليست لديهم القدرة على فعله”.وكما يفكر الطالب العادى، فإننى عندما أجد من يمتلك شيئاً ليس
عندى فأنا أرغب فى الحصول على مثله. لذلك، قررت عقد صداقة مع تلك المجموعة المتميزة.
حديث يدور حول الله:-
وبعد أسبوعين من ذلك القرار، كنت جالساً معهم – ستة طلبة وأستاذين – فى اتحاد الطلبة. وبدأ
الحديث يدور حول الله.كان الحديث مملاً. ونظرت إلى واحدة من الطلاب فوجدتها جميلة (كنت دائماً
أعتقد أن المسيحيات المؤمنات قبيحات المنظر). وسألت الطالبة الجميلة وأنا أبدى عدم اكتراث بجمالها:-
“قولى لى، ما الذى غيَّر حياتكم؟ لماذا حياتكم تختلف عن الباقين فى الجامعة؟”
أجابت الفتاة بقناعة تامة:- “يسوع المسيح”.فقلت لها باستنكار:- “أرجوكِ لا تحدثينى عن هذه الأمور..
لقد سئمت الدين، والكنيسة، والكتاب المقدس”.أجابت موضحة:- “مهلاً، أنا لم أذكر الدين، لقد ذكرت
“يسوع المسيح”.وقد نبهنى كلامها إلى شىء هام: “المسيحية ليست ديناً. إن الدين هو محاولة
الوصول إلى الله بالأعمال الصالحة، أما المسيحية، فهى مجىء الله إلى الناس من خلال يسوع المسيح
ليقيم علاقة معهم”.ربما يوجد كثيرون فى الجامعة لديهم مفاهيم خاطئة عن المسيحية. كنت قد سمعت
ذات مرة أحد الأساتذة يقول إن من يذهب إلى الكنيسة يصير مسيحياً. فقلت له:- “هل من يدخل جراجاً
يصير سيارة؟! فقد سبق أن قيل لى أن المسيحى هو من يؤمن من كل قلبه بالمسيح.
اختبر الحياة مع يسوع:-
وطلب منى أصدقائى الجدد أن أختبر حياة يسوع بالعقل والمنطق. إن أحداً من مؤسسى الأديان لم يدَّعِ
أنه الله، بينما فعل يسوع ذلك. ونصحونى أن أفحص الأدلة على لاهوت المسيح. لقد كانوا مقتنعين تماماً
بأن يسوع هو الله الظاهر فى الجسد، وقد مات على الصليب ليخلص البشر، وقام فى اليوم الثالث، وأنه
يستطيع أن يغير حياة الإنسان اليوم.كنت أرى أن كل ذلك عبث، وأن المسيحيين حمقى. وكنت أتحين
الفرص للحديث مع شخص مؤمن لأحرجه وأظهر له حماقة تفكيره وفساد معتقداته.
قبول التحدي:-
لكن إلحاح أصدقائى الجدد جعلنى أقبل التحدى لأثبت لهم أنه لا توجد أى أدلة تؤيد إيمانهم.
وبعد شهور من الدراسة والبحث، وصلت إلى نتيجة مؤداها أن يسوع المسيح لابد أن يكون كما زعم
عن نفسه. لقد كان عقلى مقتنعاً بتلك النتيجة، لكن إرادتى كانت تدفع بى فى اتجاه مختلف.
لقد اكتشفت أن الإنسان الذى يصير مسيحياً لابد أن ينكر ذاته ويخفض مستوى “الأنا” عنده كثيراً.
لقد وضع يسوع أمامى تحدياً كبيراً للإيمان به، فقد قال:- “هأنذا واقف على الباب وأقرع، إن سمع
أحد صوتى وفتح الباب، أدخل إليه وأتعشى معه وهو معى” (رؤيا 20:3). لم يكن يهمنى إن كان يسوع
قد مشى على الماء أو حول الماء خمراً. كان عقلى يخبرنى أن المسيحية هى حقيقة، لكن كانت إرادتى
تدفعنى إلى الهروب منها.وكنت كلما التقيت مع أصدقائى المسيحيين المتحمسين، كلما بدأ الصراع
بداخلى يشتعل من جديد. كنت أحس كم هم سعداء بينما أنا بائس جداً، حتى أننى كنت أهرب من
مبنى اتحاد الطلبة. وفى الليل، كنت أظل ساهراً فى فراشى أفكر وقد جافانى النوم. إن لم أخرج هذه
الأفكار من رأسى فلسوف أفقد عقلى. لكن، أخيراً، توافق قلبى مع عقلى فى مساء أحد أيام سنتى
الدراسية الثانية فى الكلية.
لقد أصبحت مسيحياً مؤمناً.
وفى تلك الليلة، صليت من أجل أربعة أمور لتأسيس علاقتى مع يسوع، وقد شكلت تلك الأمور الأربعة
حياتى. الأمر الأول هو صلاة شكر لربى يسوع، قلت فيها:- “أشكرك يا سيدى لأنك مت من أجلى على
الصليب”. والثانى هو صلاة اعتراف، قلت فيها:- “أعترف لك بكل الأمور السيئة فى حياتى التى فعلتها
ولم ترضِك. أسألك أن تسامحنى وتطهرنى”. والثالث هو صلاتى ليسوع قائلاً:- “أنا أفتح الآن باب قلبى
وحياتى وأؤمن بك كمخلصى وسيدى. امتلك حياتى. غيرنى من الداخل. اجعلنى الإنسان الذى خلقته
ليكون حسب مشيئتك”. ثم أخيراً، صليت قائلاً:- “أشكرك لأنك أتيت إلى حياتى بالإيمان”. لقد كان إيماناً
– ليس عن جهل – بل مؤسساً على الأدلة التاريخية وكلمة الله.
لابد أنك قد سمعت عن شخصيات دينية عديدة يتحدثون عن اختبارات نارية. لكنى بعد أن صليت، لم يحدث
أى شىء غير عادى. فلم تنبت لى أجنحة مثلاً. على العكس، لقد أحسست بالغثيان.. بل أحسست أننى
سوف أموت.لكن فيما بين ستة أشهر وسنة ونصف، اكتشفت أننى لم أمت، بل تغيرت حياتى.
يمكنك الاطلاع على الجزء االثاني من المقال من خلال هذا الرابط .
اضف تعليقًا
يجب logged in لكي تضيف ردا.