من أصعب الأشياء التي نمر بها أثناء رحلة الشفاء الإلهي هي مرحلة الغفران ومن الطبيعي أثناء حديثنا عن الغفران

أن نذكر طرق الوصول إليه ،ولكننا اليوم سنتحدث معاً عن نقيضه وهو “عدم الغفران”وأثاره السلبيه.عدم الغفران هو

أن تعقد داخلك ساحة للقضاء تكون أنت المجني عليه والقاضي الحاكم على”المُذنِب” المُسئ إليك بالحكم الرادع،

ثم تصنع داخلك أيضاً سجناً لتسجنه، فنظل نشعر بالألم والمرارة الشديدة بسبب ما حدث معنا ولن نرتاح حتي نري

الشخص المسئ وهو يتألم ويذوق العذاب المرير أضعاف. ولكن في الواقع.

نحن من نتألم عندما نأخذ قرار عدم الغفران وعدم إطلاق سراحهم . لأن الأشخاص الذين جرحوك هم محبوسين بسجن

وهمي داخلك فتظل مربوطاً بالماضي وبجرح الأمس و حياتك لا تتقدم لأن هذه الأحداث الأليمة لم تنتهي بعد،واستمرار

الألم القديم يظل يجرحك من جديد ولكل هذا تأثير سلبي مباشر علي حياتك النفسية، فبما أنك فشلت في الماضي ولم

تتخلص منه سيتكرر هذا الفشل في العلاقات مرة أخرى ونتيجة هذا تعاني منإضطرابات اثناء النوم وتوتر وبعض الأمراض العضوية.

سلبيات الغفران :

ومن أهم سلبياته أنه يؤثر علي علاقتك بالله (مت 32:18)”فدعاه حينئذ سيده وقال له :

أيها العبد الشرير كل ذلك الدين تركته لك لأنك طلبت إلي أفما كان ينبغي أنك أنت أيضاً ترحم العبد رفيقك كما رحمتك أنا”

نحن الذين كنا أموات في الذنوب والخطايا وصفح عنا المسيح له المجد ومازلنا نخطئ ويغفر لنا ذنوباً كبيرة أما يصحأن نصفح

نحن عن من أساء إلينا. وفي الصلاة الربانية نقولها بأستمرار “وأغفر لنا ذنوبنا كما نغفر نحن للمذنبين إلينا”وإنكان المذنب لا

يستحق الغفران فأنت تستحق الحرية من ذلك القيد.اذا كنت تريد ان تبدأ حياة جديده مع المسيح من خلال كورس كيف انمو

يقول وليم شكسبير “لا توقد في صدرك فرناً لعدوك فتحترق فيه أنت”

وهنا نسأل هل الغفران أمراً سهلاً؟

الغفران للمسيئين إلينا ليس أمراً سهلاً ولكنه قرار نأخذه بكامل إرادتنا لنطلق سراحهم من داخلنا ومن ثم نتحرر نحن.

حتي وإن كان الجرح كبير فألله وحده القادر ان يُضمِّد جروح الماضي ويشفي نفوسنا، فما دمنا في الحياه سنُجرح ونُشتم

ولكننا نبارك كما يذكر

لنا معلمنا بولس الرسول في رسالته الأولي لأهل كورنثوس 11:4 “إلي هذه الساعة نجوع ونعطش ونَعرَى ونُلكم وليس لنا إقامة، ونتعب عاملين بأيدينا.نُشتم فنبارك نُضطهد فنتحمل.يُفتري علينا فنعظ.

ما نقوم به من مسامحة الآخر المخطئ في حقنا، إنما هو إستخدام للرصيد الذي نحن به مدينون به للمسيح مع الآخرين.

كل من لم يغفر، هو في الأساس لم يتمتع بعد بغفران المسيح الكامل. هيا الآن إنطلق بكلماتفمك وأعلن أنك تحتاج أن تغفر

لنفسك أولاً، وبعدها تقدر أن تغفر لكل من أساء إليك “لأنه بالكيل الذي به تكيلون، يُكال لكم”

بقلم/ سيلفيا جورج