قبيل الولادة تتألم كل أنثى كثيراً قبل أن تضع مولودها، إذ تحمله شهوراً في أحشائها، وهو ما يسبب لها الكثير من الوجع
وعدم الراحة.ولكن ما أن تضع مولودها الجديد وتنظر إليه تنسى ما تكبدته وعانته من آلام أثناء وبعد فترة الحمل.
يذكر الكتاب المقدس عن المسيح في الرسالة إلى العبرانيين
“يسوع الذي من أجل السرور الموضوع أمامه احتمل الصليب مستهيناً بالخزي، فجلس في يمين عرش الله”
ما جعل المسيح لا يعبأ بألام الصلب هو أنه سيرى نسلاً تطول أيامه، فكل من يقبل عمل المسيح الكفاري، ويؤمن بالصليب،
صاراً ابناً لله (يوحنا12:1)
المحبة العاملة:
نشعر دائماً بالإمتنان، وإحساس العرفان بجميل الأم يلازمنا طيلة حياتنا، وحتى بعد ممات الأم، يمتد تأثير عطاءها يسري
في عروقنا لأولادنا ولمن حولنا. يقول يسوع: ” وأنا إن ارتفعت عن الأرض أجذب إلىَّ الجميع” (يوحنا 32:12)الذي يجعل قلبنا
يلتهب فينا، هو ذلك الحب الذي تجسد في شخص المسيح وهو معلق على صليب الذل والهوان، إذ يتحمل هو قباحة ومهانة
وحقارة الصليب، لأجل أناس ساقطين خطاة أثمة وفُجَّار،ولكن هذه هى المحبة العاملة فينا، والتي تأتي بنا إليه، معترفين بكل
أخطائنا وذنوبنا. المسيح مات مرة واحدة، ومن ثَمَّ قام مرة واحدة، وهو لن يُصلب أو يقوم مرة اخرى،ولكن عمله ممتد فينا نحن
من قبلناه، وهو الآن حى فينا بل ويعيش في أعماقنا، عيد الصلب والقيامة يعني لنا أننا نجسِّد محبة الله للآخرين،من خلال ت
قديم المحبة لهم ومشاركتهم آلامهم مثلما فعل المسيح معنا. تضحية المسيح وتقديم نفسه ذبيحة مرة واحدة، هى السبب
في كوننا نتمتع بالغفران ونوال الحياة الجديدة معه.وما يجعل الآخرين يأتون إلى المسيح معترفين بخطاياهم، ومُعلنين توبة
صادقة من القلب، هو تمكين المحبة لهم وإظهار قيامة المسيح متجسدة في حياتنا نحن.
من المؤسف حقاً أن يكون المسيح جاء وتألم وأهين كعبدٍ، وتم رفعه على خشبة العار (الصليب) لكى في النهاية نحتفل
به بمراسم ومعايدات وتقديم التهاني لبعضنا البعض وحسب. المسيح لم يأتي ليموت ويقوم،لكى نجعل من هذا الحدث
الجلل، فقط ذكرى ومناسبة. إن لم يتحول موت المسيح وقيامته في حياتنا، إلى موت أجسادنا عن العالم والشهوات وقيامتنا
معه في جدة الحياة، فسيكون الأمر كله مجرد مناسبة لن تُفيدنا في شئ، فما جدوى ما عمله المسيح لأجلنا،
إن لم يجعلنا نختبر بحق قول الرسول بولس: “وهو مات لأجل الجميع، كي يعيش الاحياء فيما بعد لا لأنفسهم بل للذي مات لأجلهم وقا”
القيامة الحقيقية:
هيا عِش القيامة الحقيقية بموتك مع المسيح، وأعلنها للآخرين من خلال المسيح الذي يعيش فيك. نقول دائما:
“المسيح قام، بالحقيقة قام”ولا جدال أو ريب في ذلك عند أى شخص، ولكن السؤال الأهم: هل المسيح قام حقاً فيك،
وبالحقيقة أقام حياتك المُمَاتة معه؟؟
هذا ما إختبره اللص اليمين وهو بجوار المسيح، كان محكوم عليه بالموت الفعلي، وهو كان ميت بالذنوب والخطايا، ولكنه
حصل على التمتع بالقيامة الحقيقية،عندما همس المسيح في أذنيه وقال له: “اليوم تكون (تقوم) معي في الفردوس
” هل تمتعت بقيامة المسيح فيك؟؟
وإذا كنت قد قمت معه، هل تعيش قيامة المسيح فيك، مما يجعل الآخرين يرون هذه القيامة؟؟
عيد قيامة مجيد وسعيد
بقلم/سميرقصدالله
اضف تعليقًا
يجب logged in لكي تضيف ردا.