معنى الثالوث: من كتابات الآباء المعاصرين (2)
يقول القمص بيشوى كامل فى كتابه (نؤمن بإله واحد) (القرن العشرون):-“الله موجود بذاته، وله كلمة معقولة ناطق بها، وهو حى بروحه-نسمى كلمة الله ابناً لأن الكلمة مولود من العقل الإلهى قبل الدهور. فالكلمة ابن مولود من العقل الإلهى الآب”.” –
– “الله ناطق بكلمته، ونطقه أزلى كذاته… حاشا لله أن يكون غير ناطق لحظة واحدة أو طرفة عين. فكلمته أزلى كطبيعة ذاته”.
– “الروح القدس هو روح الله، روح الحياة؛ فالله موجود بذاته، وناطق بكلمته، وحى بروحه.. وهذا هو الإله الواحد الذى نعبده”. للاشتراك فى كورس كيف تنمو؟
ويقول البابا شنودة الثالث فى كتابه (سنوات مع أسئلة الناس: الجزء الثانى):-
– “المسيح ابن الله منذ الأزل، قبل الزمان… ولأنه عقل الله الناطق،
لذلك قيل: “كل شىء به كان، وبغيره لم يكن شىء مما كان” (يو 3:1
كما يقول البابا شنودة فى محاضرة له عن التثليث والتوحيد فى الكلية الاكليريكية:-
– “الابن هو أقنوم العقل فى الثالوث القدوس.. الابن هو الكلمة كما ورد فى إنجيل يوحنا: “فى البدء كان الكلمة”..
وترجمة “الكلمة” هى ترجمة غير دقيقة من القديس جيروم الذى ترجمها باللاتينية “فيربوم”،
وبالفرنسية يترجمونها “لى فيرب”، يعنى الفعل وليس الكلمة.
المهم أن الكلمة باليونانى هى (لوجوس)، وكلمة لوجوس لها معانى كثيرة جداً،وهى تأتى من الفعل (ليجو) يعنى ينطق، ليس بمعنى النطق وإنما بمعنى (المنطق)،من هنا كانت ترجمة (اللوجوس) بالضبط: “العقل الناطق” أو “النطق العاقل”. يعنى فى البدء كان نطق الله العاقل،وكان عقل الله الناطق.. هذا كان فى البدء عند الله، يعنى الذات الإلهية كان فيها هذا العقل الناطق..
إزاى بقى “كل شىء به كان، وبغيره لم يكن شىء مما كان؟” يعنى كل شىء كان بعقل الله،وكل شىء كان بنطق الله العاقل.. بنطق الله العاقل قال الله ليكن نور فكان نور. بالنطق العاقل أو بالعقل الناطق فمن الذى خلق، الآب أم الابن؟ “به” يعنى بعقل الله.. يعنى الله خلق بالابن، بعقله.فى عبرانيين يقول “هذا الذى به خلقتَ العالمين”، يعنى خلقت بهذا العقل..
خلقت بهذا النطق العالمين.. الآب خلق العالم بالابن.. خلق العالم بنطقه.. خلق العالم بعقله”.
ويقول الأنبا غريغوريوس فى كتابه (موجز الاعتقاد فى وحدانية الإله):-
– “الله واحد فى جوهره وذاته العليا، لكن يوجد فى هذا الجوهر الواحد ثلاثة أقانيم..
والأقنوم هو خاصية أو صفة ذاتية فى الله، أى صفة أو خاصية تقوم بها الذات الإلهية، وبدونها تنعدم الذات الإلهية..
ففى الجوهر الإلهى ثلاث خاصيات أو صفات ذاتية:
.. – الخاصية الأولى هى خاصية الوجود
ذلك أن الله هو أصل الوجود، وهو واجب الوجود، وبدونه لا يمكن تفسير الوجود. فإذا لم تكن لله صفة الوجود فيكون الله معدوماً
هذه الصفة الذاتية فى الله هى التى تسمى (الآب)..
والآب كلمة سامية سريانية معناها الأصل أو الوجود أو الكيان الإلهى.
– والخاصية الثانية هى خاصية العقل والحكمة..
ذلك أن الله عاقل، وهو مصدر العقل والحكمة فى كل الوجود… وجمال الكون ونظامه ينطق بأن وراء الطبيعة عقلاً جباراً هو عقل مهندس الكون الأعظم..
فإذا لم يكن الله عاقلاً فليس لله وجود، لأن الله عقل كله وليس فيه جسم..
هذه الصفة الذاتية، صفة العقل أو الحكمة فى الله، هى التى نسميها (الابن) أو الكلمة.
والخاصية الذاتية الثالثة هى خاصية (الحياة)..-
ذلك أن الله حى، وهو مصدر الحياة فى كل الوجود..
فإذا لم يكن الله حياً، كان ميتاً.. وبالتالى ليس له وجود..
فالله إذن حى، وهو الحياة..
هذه الخاصية الذاتية فى الله هى خاصية الحياة..
هى التى نسميها (الروح القدس)، لأن الروح هى الحياة.
(فالآب) معناه الأصل، أى أصل الوجود، أو بالأحرى أن الله هو أصل الأصول..
و(الابن) معناه العقل الإلهى، وكما أن العقل ينبع من الوجود، ولكن ليس فى زمان
كذلك الله الابن مولود من الله الآب، ولكن ليس فى زمان، بل إنه لم يمر زمان كان الآب كائناً ولم يكن الابن كائناً معه
، وإلا كيف يمكن أن نتصور الله كائناً لحظة واحدة من الزمان
من دون أن يكون عاقلاً بالأقنوم الثانى (الابن)، أو حياً (بالروح القدس)؟”
ويقول الأنبا موسى الأسقف العام:-
.”- “لأن العقل فى الفكر، والفكر فى العقل: “أنا فى الآب والآب فىّ” (يو 10:14
ويقول الراهب بنيامين المحرقى فى كتابه (دراسات فى علم اللاهوت النظرى)، مراجعة د. موريس تاوضروس:-
.”يختص أقنوم الابن بالبنوة، لأن الكلمة عندما تكون كامنة فى العقل تولد منه بحركة فكرية”-
ملخص ما سبق:-
الله موجود بذاته، أصل كل شىء فى الوجود (الآب)؛
عاقل وناطق وخالق بعقله الناطق الذى يتولد من ذاته منذ الأزل (الابن “اللوجوس”)؛
حى بروحه القدوس الذى ينبثق منه منذ الأزل، والذى به يعطى الله الحياة لخليقته.
اضف تعليقًا
يجب logged in لكي تضيف ردا.