حب الام ومشاعر الامومة

إن حب الأم لأولادها هو الحب الكامل المنزّه، وهو أسمى درجات الحب البشرى ففى الكتاب المقدس،

ورد ذكر بعض نماذج للأم،منهن أنحنى تقديراً لهن، وهناك اخريات لا أعرف هل وُضع لهن حجر مكان القلب أم ماذا؟

تعالوا نستعرض معاً بعضاً من هذه النماذج…..

الشخصية الاولي  :

أول شخصية هى أعظم أم فى التاريخ هى القديسة العذراء مريم والدة يسوع المسيح ،

من بداية المشهد نرى عذراء يبشرها الملاك إنها ستحبل و تلد ابناً و يدعى اسمه عمانوئيل،

نرى خضوعها و ايمانها فى قولها  “هأنذا آمة الرب“و بعد اتمام شهور الحمل ،

لا تجد مكاناً تلد فيه ابنها سوى مذود البقر تخيلوا معى أية مشاعر تشعر بها .

.وحين أخبرها سمعان الشيخ في الهيكل أنها سيجوز في نفسها سيف

كيف قبلت كلامه بصمت وهل فهمت مغزاه؟

وكيف كانت جزعة عليه لدرجة الرجوع مسيرة ثلاثة أيام للبحث عنه حين تركهم في الهيكل،

كانت العذراء أول من آمن به حتى قبل أن يقوم بأي معجزة ،وذلك في عرس قانا الجليل

وكيف لجأت إليه حين نفذ الخمر وأخبرت الخدام أن ينفذوا كل ما يقول لهم أليس هذا إيمان يفوق العقل ،و تجلت عظمتها عند الصليب، حين تركه الجميع وقفت هي تحته تبكي في صمت وقلبها يحترق ويتمزق كما بسيف !!

كيف تحتمل رؤيته يتعذب و يموت أمام عينيها؟ 

من المؤكد أنها حفظت كل هذه الأمور في قلبها وتفكرت فيها وكانت تعلم من هو ابنها

و انه ليس شخصاً عادياً بل هو المخلص الذى حمل ذنوبنا.

الشخصية الثانية :

 وهي أم أخرى نجدها فى متى 15 المرأة الكنعانية التى تأسر القلب بصبرها و هى من كان بإبنتها روح نجس

ماذا كان شعور هذه المرأة و هى ترى إبنتها معذبة وهى لا تملك لها شيئاً؟

أعتقد إنها طافت بها على الأطباء و السحرة و لكن كل ذلك لم يجدى نفعاً ،و

لما سمعت بيسوع وعرفت أنه هو الوحيد القادر على شفاء ابنتهاوضعت أملها فيه قائلة

ارحمنى و نحن نعلم جيداً القصة ،و كيف انتهرها يسوع ليختبر قوة إيمانها و حتى عندما

ذكرها بما هو شائع عن جنسها ونظرة اليهود لهم بأنهم كلاب لإنها كانت أممية،

لم تغضب وتحتد أو حتى لم تتركه وترحل بل بالعكس من فرط حبها لإبنتها أيدت كلامه

قائلة إنه حتى الكلاب تاكل من الفتات الساقط من مائدة أربابها وكانت تعلم تماماً أنها

بتمسكها به ستنال ابنتها الشفاء فقد إرتضت بالإهانة ولم تهتم لكرامتها فى سبيل شفاء إبنتها

الشخصية الثالثة :

هناك أم أخرى ورد ذكرها فى ملوك الأول  3 وهى الأم التى وقفت أمام سليمان تتنازع مع جارة لها على طفل،

كل واحدة تدّعى أن الطفل لها، وليصل سليمان إلى الحقيقة إقترح أن يشطر الطفل إلى نصفين و كل واحدة ،

تأخذ نصف هنا نجد واحدة قد وافقت على هذا الحل أما الأخرى وهى الأم الحقيقية قد أنت أحشاءها على ،

إبنها فصرخت ورفضت وطلبت أن تتركه يحيا وفضّلت أن تتنازل عنه وتُحرم منه وتعطيه للمرأة الأخرى فى سبيل،

أن يحيا هنا عرف سليمان الحقيقة وردّ الطفل إلى أمه التى أنقذت إبنها بالتخلى عن وجوده معها .

الشخصية الرابعة :

وهناك صورة أخرى للأم لا أستطع أن أدعوها أمّاً وهى التى وردت فى ملوك الثانى 6ونجد هذه الأم وقد

إشتدت المجاعة فى السامرة خلال حصار بنهدد ملك أرام لها قد ذبحت ابنها وسلقته وأكلتهبل وقد إتفقت

مع جارتها أن يأكلوا ابنها هى أولاً و ابن جارتها ثانى يوم، صدقونى لا استطع تخيل هذا،كيف تجردت هذه

الأم من كل مشاعرها وهى تأكل من لحم إبنها و تشبع؟ و لكنها نموذج ورد ذكره فى الكتاب .

و هذه المواقف المتناقضة السابقة تبين إنه مهما كان حب الأم عظيم أم لا فهو حب بشرى متغيركذلك حب الأم هو حب مصغر لحب أعظم هو حب الله للبشر ،وكيف إرتضى أن يُخلى نفسه آخذاً صورة عبد وأطاع حتى الموت فداء لنا، فهل نقدر هذا الحب أم نحتقره مصرين على المضى فى طريق خطايانا؟

بقلم / صفاء ادوارد