لا توجد امرأة تنبأ عنها الأنبياء واهتم بها الكتاب، مثل مريم العذراء.. رموز عديدة عنها في العهد القديم. وكذلك سيرتها وتسبحتها والمعجزات: في العهد الجديد.للاشتراك فى كورس كيف انمو؟
إنها أمنا كلنا، وسيدتنا كلنا، وفخر جنسنا، الملكة القائمة عن يمين الملك، العذراء الدائمة البتولية، الطاهرة، المملوءة نعمة، القديسة مريم، الأم القادرة المعينة الرحيمة، أم النور، أم الرحمة والخلاص، الكرمة الحقانية.
هذه التي ترفعها الكنيسة فوق مرتبة رؤساء الملائكة فنقول عنها في تسابيحها وألحانها:
علوتِ يا مريم فوق الشاربيم، وسموت يا مريم فوق السرافيم.مريم التي تربت في الهيكل، وعاشت حياة الصلاة والتأمل منذ طفولتها، وكانت الإناء المقدس الذي اختاره الرب للحلول فيه.
أجيال طويلة انتظرت ميلاد هذه العذراء، لكي يتم بها ملء الزمان (غل 4: 4)…إنها العذراء التي أتت إلى بلادنا أثناء طفولة المسيح، أقامت في أرضنا سنوات، قدستها خلالها، وباركتها…
وهى العذراء التي ظهرت في الزيتون منذ أعوامًا قريبة (1968)، وجذبت إليها مشاعر الجماهير، بنورها، وظهورها، وافتقادها لنا…
وهي العذراء التي تجري معجزات في أماكن عديدة، نعيد لها فيها، وقصص معجزاتها هذه لا تدخل تحت حصر…
إن العذراء ليست غريبة علينا، فقد اختلطت بمشاعر الأقباط في عمق، خرج من العقيدة إلى الخبرة الخاصة والعاطفة. ما أعظمه شرفًا لبلادنا وكنيستنا أن تزورها السيدة العذراء في الماضي، وأن تتراءى على قبابها منذ سنين طويلة.
لم توجد إنسانة أحبها الناس في المسيحية مثل السيدة العذراء مريم.
ألقاب العذراء من حيث عظمتها وصلتها بالله
1 • نلقبها بالملكة: القائمة عن يمين الملك.
ونذكر في ذلك قول المزمور “قامت الملكة عن يمينك أيها الملك” (مز45: 9).
ولذلك دائمًا ترسم في أيقونتها على يمين السيد المسيح. ونقول عنها في القداس الإلهي “سيدتنا وملكتنا كلنا..”.
2 • “أمنا القديسة العذراء”
وفي ذلك قول السيد المسيح وهو على الصليب لتلميذه القديس يوحنا الحبيب “هذه أمك” (يو19: 27).
3 • وتشبه العذراء أيضًا بسلم يعقوب:
تلك التي كانت واصلة بين الأرض والسماء (تك28: 12). وهذا رمز للعذراء التي بولادتها للمسيح، أوصلت سكان الأرض إلى السماء.
4 • وقد لقبت العذراء أيضًا بالعروس:
لأنها العروس الحقيقية لرب المجد. وتحقق فيها قول الرب لها في المزمور”..
اسمعي وانظري، واميلي أذنك، وانسي شعبك وبيت أبيك.
. فإن الملك قد اشتهى حسنك، لأنه ربك وله تسجدين” (مز84). ولذلك لقبت بصديقة سليمان، أي عذراء النشيد.
وقيل عنها في نفس المزمور “كل مجد ابنة ملك من داخل، مشتملة بأطراف موشاة بالذهبمزينة بأنواع كثيرة”.
5 • ونلقبها أيضًا بلقب الحمامة الحسنة:
متذكرين الحمامة الحسنة التي حملت لأبينا نوح غصنًا من الزيتون، رمزًا للسلام، تحمل إليه بشرى الخلاص من مياه الطوفان.. (تك8: 11).
وبهذا اللقب يبخر الكاهن لأيقونتها وهو خارج من الهيكل. وهو يقول “السلام لك أيتها العذراء مريم الحمامة الحسنة”.
والعذراء تشبه بالحمامة في بساطتها وطهرها وعمل الروح القدس فيها، وتشبه الحمامة التي حملت بشرى الخلاص بعد الطوفان، لأنها حملت بشرى الخلاص بالمسيح.
6 • وتشبه العذراء أيضًا بالسحابة:
لارتفاعها من جهة، ولأنه هكذا شبهتها النبوة في مجيئها إلى مصر. نورد عن ذلك في سفر أشعياء النبي:
“وحي من جهة مصر: هوذا الرب راكب على سحابة سريعة وقادم إلى مصر. فترتجف أوثان مصر. ويذوب قلب مصر داخلها” (أش19: 1). وعبارة سحابة ترمز إلى ارتفاعها.
كتاب السيدة العذراء مريم – البابا شنودة الثالث
اضف تعليقًا
يجب logged in لكي تضيف ردا.