قُرئ مرةً هذا الكلام:

«افرح أيها الشاب في حداثتك، وليَسُرَّك قلبك فيأيام شبابك، واسلك في طرق قلبك وبمرأى عينيك»،

فاندفع شاب مستهترًا، قائلاً: “هذا ما أنوي فعله!”، لكن بقية العدد أبكمت لسانه:

«واعلم أنه على هذه الأمور كلها يأتى بك الله إلى الدينونة» (جامعة 9:11).

فهنا نجد كلمات، مَن وُلد وفي فمه ملعقة من ذهب.للاشتراك فى كورس كيف أنمو؟

 فهو وُلد ملكًا فلم يتعب ليصل للمُلك؛ عكس أبيه، ومات ملكًا، ليس مثل ابنه الذي انحمق ولم يسمع لمثل هذا الكلام،

فأضاع مملكته (جا 2: 18، 19).يكتب سليمان في نهاية حياته، الخلاصة، لكل شاب يبحث عن الفرح الحقيقي.

  من قال قبلاً: «مهما اشتهته عيناي لم أمسكه عنهما.  لم أمنع قلبي من كل فرح، لأن قلبي فرح بكل تعبي! ».

  تخيّل، شخصًا فعل كل ما اشتهى، وكانت لديه كل الإمكانات لذلك (اقرأ جا 2: 4- 11).  وفرح نتيجة لذلك، لكنه فرح ممزوج بتعب، والنتيجة :

«الكل باطل وقبض الريح (أي انقباض الروح، أو كمن يسعى ليمسك الريح بقبضته!)».

افرح بأيامك

فيامن تقضي أيامك في «تمتع وقتي بالخطية» (عبرانيين 11: 25)،غير واضعًا الله في اعتبارك، كمن له حق الطاعة وكالديان، ينصحك:

«فانزع الغم من قلبك، وأبعد الشر عن لحمك»،ومنها نفهم أن الشر في القلب، يسبب الغم!  ويشير للشهوات الشبابية،التي لن ينجح معها حلاً سوى الهروب «أما الشهوات الشبابية فاهرب منها،

واتبع البر والإيمان والمحبة والسلام مع الذين يدعون الرب من قلب نقي» (2تيموثاوس 22:2).

ليست فقط الشهوات الجسدية، بل أفراح العالم ومحبة المال، وكل رغبة غير مقدسة.

فتقول: «القديسون الذين في الأرض والأفاضل، كل مسرتي بهم» (مزمور 16: 3). ثم يردف: «لأن الحداثة والشباب باطلان»،تلك الفترة فيها الاندفاع وراء الشهوات على أشدها، سرعان ما ستنتهي، وتعقبها الشيخوخة بضعفها ومتاعبها.

لهذا يُنبهك قائلًا: «فاذكر خالقك فى أيام شبابك، قبل أن تأتى أيام الشر أو تجيء السنون إذ تقول:”ليس لي فيها سرور”» (جامعة 1:12).  فالعمر كله يُحسب بالأيام.

فما هو مصدر الفرح في أيامك؟

أخي الشاب، هل تبحث عن فرح حقيقي في شبابك؟ إذًا، قصّر على نفسك الطريق، فإنك لن تصل مهما كان لديك، لما حققه سليمان، واستمع لكلام الحكمة المُختَبِرة!  فلا تختَر أن تصير مثل شمشون،الذي كان من المفترض، أن يسبب فرحًا لإلهه وأهله وشعبه؛ولكن انتهت أفراحه وخدمته وقداسته قبل نهاية حياته. بل نجد أن«أقطاب الفلسطينيين فاجتمعوا ليذبحوا ذبيحة عظيمة لداجون إلههم ويفرحوا،

وقالوا: “قد دفع إلهنا ليدنا شمشون عدونا.”ولما رآه الشعب مجدوا إلههم»! (قضاة 16: 23، 24)

هل أنت سبب أفراح لإلهك، أم لأعدائه؟!

وتكون مثل ذاك الشاب، الذي مات في نصف أيامه (مزمور 102: 24)، ولم يملك شيئًا في حياته.  فما هو، يا تُرى، كان مصدر أفراحه؟

إذ تهلل يسوع بالروح وقال: “أحمدك أيها الآب، رب السماء والأرض، … لأن هكذا صارت المسرة أمامك”». (لوقا 10: 21)فكان شعار حياته: «أن أفعل مشيئتك يا إلهي سررتُ» (مزمور 40: 7)

الذي « لذته تكون في مخافة الرب» (إشعياء 11: 3).

«الذي من أجل االسرور الموضوع أمامه، احتمل الصليب، مستهينًا بالخزي» (عبرانيين 12: 2)

يا رب، اجعلني سببًا لفرحك كل أيامي! يا رب، لا تجعل أيام حياتي أطول من أيام قداستي، وفرحي بك!

مفدي نشأت