الأعمي الذي رد المسيح له البصر, بأن تفل علي الأرض, وصنع من التفل طيناوطلي به عيني الأعمي وأمره بأن يغسل وجهه في
بركة سلوام, فاغتسل وعاد بصيرا- وهو الفصل الوارد في الإنجيل للقديس يوحنا (9:1-41).علي أن المولود أعمي حدث له شئ
جديد لم يحدث لأي أعمي من قبل.إن المعجزة التي تمت في عينيه لم تكن مجرد تفتيح لعينين مغلقتين, كما فعل المسيح مع
عميان آخرين إذ لمس بيديه عيونهم فانفتحت, (متي9:27-31), (20:29-34) إن ما حدث مع المولود أعمي شئ أعمق من هذا
وأعظم…إنه خلق لعينين لم تكونا موجودتين أصلا كما يتضح من الطريقة التي اتبعها المسيح له المجد في صنعه للمعجزة وهي
أنه ( تفل علي الأرض, وصنع من التفل طينا, وطلي بالطين عيني المولود أعمي) (يوحنا9:6).ولم تكن للأعمي عينان. إنما طلي
المسيح بالطين موضع العينين فخلقهما له خلقاً بنفس الطريقة التي خلق الله بها آدم ( وجبل الرب الإله آدم ترابا من الأرض)
(التكوين 2:7). وعلي ذلك ففي معجزة المولود أعمي خلق من جديد.وهذا سبب آخر لاختيار هذه المعجزة بالذات لتقرأ علي الناس
في يوم أحد التناصير, لأن الكنيسة تريد من خلال هذه المعجزة أن تعلمنا أنه كما خلق المسيح له المجد للرجل المولود أعمي
عينين جديدتين,فانفتح بهما علي عالم جديد,هكذا يصنع المسيح فيمن يقبلون المعمودية: يخلقهم خلقا جديدا,بل ويلبسهم
الإنسان الجديدالذي خلقه الله علي صورته., في البر وقداسة الحق لأنه الإنسان الجديد ذاك الذي يتجدد في المعرفة علي
صورة خالقه (كولوسي 3:10).
(لأنه في المسيح يسوع لا الختان ولاعدم الختان ينفع الإنسان, بل الذي ينفعه, أن يكون خليقة جديدة) (غلاطية6:15)
(إذن إن كان أحد في المسيح, فهو خليقة جديدة. قد زال القديم. ها هوذا كل شئ جديد) (2. كورنثورس5:17).
في المعمودية نُقر معاً أننا متنا عن العالم والخطية فيحدث الغسل من الخطية الأصلية:-
وللخطايا الفعلية إذا وجدت قبل الإيمان,والخلاص من الدينونة العظيمة التي كان محكوما بها علي الجنس البشري الذي ورث
خطيئة آدم الأول, بالخلقة والتوالد.وكما أن المولود أعمي, عندما انفتحت عيناه نفذ النور إلي عينيه, فانفتح أمامه عالم جديد
كان مغلقاً عليه, هكذا الذين يقبلون بالإيمان عمل المسيح الكفاري ينفذ نور المسيح إلي أرواحهم, وينفتح أمامهم عالم روحاني
جديد كان مغلقا أمام عيونهم. قال الرب يسوع المسيحأتيت أنا دينونة للعالم حتي يبصر الذين لايبصرون(يوحنا 9:39).
وقال أيضا أنا نور العالم(يو9:5) وقال أنا قد جئت نورا للعالم (يو12:46) ووصفه الإنجيل بأنه النور الحقيقي الذي ينير كل
إنسان (يوحنا 1:9).ويضيف الرسول بولس بيانا عن كيفية الحصول علي هذا الإنسان الجديد, وذلك الخليقة الجديدة في
المسيح, إذ يقول:نحن الذين متنا عن الخطيئة, كيف نحيا فيها من بعد؟ ألا تعلمون أننا حين تعمدنا لنتحد بيسوع المسيح,
إنما تعمدنا لنموت معه, فدفنا معه.
في المعمودية,وشاركناه في موته, حتي كما أقيم المسيح من بين الأموات بمجد الآبكذلك نسلك نحن أيضا في حياة جديدة.
فإذا كنا قد اتحدنا به في موت يشبه موته, فكذلك نتحد به في قيامته. ونحن نعلم أن الإنسان القديم فينا صلب مع المسيح
حتي يزول سلطان الخطيئةفي جسدنا,فلا نبقي عبيدا للخطيئة. لأن الذي مات تحرر من الخطيئة. فإذا كنا قد متنا مع المسيح,
فنحن نؤمن بأننا سنحيا معه,عالمين أن المسيح, بعد ما أقيم من بين الأموات, لن يموت ثانية, ولن يكون للموت عليه من سلطان,
لأنه بموته قد مات عن الخطيئة مرة واحدة, وفي حياته يحيا لله. فكذلك أنتم احسبوا أنفسكم أنكم أموات عن الخطيئة, ولكن
أحياءلله بالمسيح يسوع ربنا) (رومية6:2-11).والمعني أن المعمودية المسيحية هي في حقيقتها موت مع المسيح, ودفن
معه.هذاالموت والدفن يتمان بعمل الروح القدس الذي ينقل إلي المعمدين استحقاقات المسيح الكفارية, فيموت في
المعمودية الإنسان القديم,ويقوم المعمد إنساناجديدا, وخليقة جديدة في المسيح, آخذاً طبيعة المسيح الذي قام من
بين الأموات.اشجعك ان للانضمام معنا في كورس كيف انمو مع المسيح
ويقول الرسول مرة أخري مؤكدا علي نفس المعني بتعبير آخر:
(وفيه ختنتم ختانا لا بالأيدي, بل بخلع جسم الخطايا البشري. إنه ختان المسيح. ذلك أنكم دفنتم معه في المعمودية. وأقمتم معه
أيضا.لأنكم آمنتم بقدرة الله الذي أقامه من بين الأموات كنتم أمواتا بخطاياكم…فأحياكم الله معه,وصفح لنا عن جميع خطايانا,
ومحا الصك الذي علينا, وكان ضدا لنا, وأزاله مسمرا إياه علي الصليب, وخلع الرئاسات والسلاطين وسخر بهم جهارا ظافرا
بهم فيه) (كولوسي2:11-15)وإذن فالمعمودية ليست مجرد ماء يغطس فيه الإنسان كما هو الحال عندما يستحم في النهر
ليغتسل, إنما المعمودية المسيحية فيحقيقتها شئ آخر، هي ختان روحاني كامل يجري في الإنسان القديم, به يزول لا جزء
من الجسدكما هو الحال في الختان الجسدي,بل إقرارعلى أن الإنسان القديم كله قد مات مع المسيح عن الخطيئة, ليصير
الشخص إنسانا جديدا, وخليقة جديدة, لأن الإنسان القديمقد خُلع بعمل الروح القدس وبفعالياته, وبذلك تمحي الخطايا السالفة
وتستأصل غرلة الإنسان العتيق,وينال المعمد العتق والخلاص من جميع خطاياه. كا هو مكتوب (كنتم أمواتا بخطاياكم…فأحياكم
الله معه وصفح لنا عن جميع خطايانا, ومحا الصك الذي علينا وكان ضدا لنا.
وأزاله مسمرا إياه علي الصليب).
بقلم / سمير قصدالله
اضف تعليقًا
يجب logged in لكي تضيف ردا.